stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الأسرة

طريق الزواج مرسومة الى الأبد

1.9kviews

topic

على الزوج أن يحب زوجته، محبته لجسده، وعليه ان يحبها مثل ما أحب المسيح الكنيسة وسلم نفسه لها. لكن، أنتم، أيها الأزواج الأحباء المتواجدين هنا، هل تفهمون ذلك؟  لا مزاح في القول محبة الزوجة مثل ما أحب المسيح الكنيسة، فهذا أمرٌ جدي!” تعطي هذه الجملة فكرة عن التعاليم التي قدمها البابا في ساحة القديس بطرس، يوم الاربعاء 6 مايو 2015: فكانت النبرة قوية وحازمة (على الرغم من ارتفاع حدة التصفيق مرات عديدة) إذ يعتبر فرنسيس أن بعض المجالات لا تلقى مزاحاً ومنها المحبة البشرية. 

المنطق في ثلاث أجزاء تعليمية للبابا فرنسيس حول الزواج

قد ينتبه من تابع تعاليم البابا فرنسيس الأخيرة على انها تنطوي على منطق، منطق منقسم الى ثلاثة أجزاء، قد نلخصها على الشكل التالي:

العمل الأول: هناك في البدء “سر اللّه الخالق”، العمل الذي خلق من خلاله الرجل والمرأة، تُحفتَي خليقته. ومن معالم هذا السر الأساسية، المساواة بين الرجل والمرأة المدعوَين الى الاتحاد ليُصبحا واحد على صورته. 

العمل الثاني: إلا ان مشروع اللّه” وخطته في الخلق تعرضت للتشويه والنسيان…مع تابعات ذلك السلبية التي بتنا نعرفها، خاصةً لجهة تحول المرأة الى أداة بين يدَي الرجل. ويشدد فرنسيس غالباً على هذه النقطة الأخيرة، كما فعل يوم الاربعاء 29 أبريل 2015، عندما لم يتردد في الحديث عن “الرجولة” التي يرغب من خلالها الرجل بالسيطرة على المرأة”. ولم يستخدم فرنسيس خلال تعليمه في ذاك النهار عبارة: “يا أيها النساء، طعن أزواجكن” (الخاضعة لكل التأويلات والتفسيرات). ربما لم يفعل عن قصد، مدركاً الوضع الصعب للعديد من نساء العالم فقال: “طيعوا بعضكم البعض”.

الفعل الثالث: لم يأتي المسيح فقط من أجل انقاذ البشرية التائهة في الخطيئة بل من أجل اعادة مشروع اللّه الى السكة السليمة بنقاوته واتمامه حتى النهاية. هذا ما يقترحه الزواج المسيحي، المستند الى الاحترام والتسليم المشترك، على صورة محبة المسيح للكنيسة. كان المسيح في زمنه ثائراً ولا يزال يُعتبر برنامجه اليوم راديكالي أكثر من جيد. فقال البابا للجمع: “نحتاج الى الشجاعة لكي نحب كما أحب المسيح كنيسته” مضيفاً: “أقول عندما أرى شخصَين متزوجَين حديثاً انه لا يزال بيننا شجعان!”… وشيئاً فشيئاً، حيث ترسخت الكنيسة، فرض انجيل الزواج نفسه. “لا شك ان وقع هذا التفاني الكبير المطلوب من الرجل من أجل محبة زوجته وصون كرامتها، على مثال المسيح، كبير جداً وسط الجماعة المسيحية… فنضج هذا الحصاد الإنجيلي، الذي يعيد ارساء المعاملة بالمثل بين الزوجين في التفاني والاحترام شيئاً فشيئاً في التاريخ، ليفرض في النهاية نفسه” على حدّ قول البابا. 

تعليمٌ يتمحور حول أربع نقاط

ويمكن ترتيب تعليم البابا حول الزواج المسيحي في أربع نقاط: عظمة الزواج، التماهي بين الزواج وارتباط المسيح بالكنيسة، سمو السر وسؤولية الزوجَين المسيحيَين تجاه الكنيسة. 

عظمة الزواج

قال البابا: ” إن الزواج ليس فقط احتفالاً يتم في الكنيسة وسط الورود والزينة والتقاط الصور” تزامناً مع ابتداء موسم الأعراس. فالزواج المسيحي “سر” كبير لأن “محبة العروسَين لبعضهما البعض هي على صورة المحبة الموجودة بين المسيح والكنيسة”. يتسلح الزوجان بكرامة تفوق الوصف ويدركان بفضل نعمة المسيح أهمية ذلك على الرغم من الحدود والخطايا. وأضاف البابا: “يحمل كلاً من الرجل والمرأة سر (الزواج) في اناء الفجار الذي يحملان من خلاله البشرية”

التماهي مع محبة المسيح والكنيسة

 كان القديس بولس أول من تحدث عن هذا التشبيه بالهام من الروح القدس. وقال البابا: “هو من أدخل هذا التشبيه بين الزوجَين  – الرجل والمرأة –  والكنيسة والمسيح. فما أهميتها؟ “من الواضح انه ليس بالتشبيه المثالي. إلا انه علينا الانفتاح لمعناه الروحي السامي الثوري والبسيط بآن، المتاح أمام كل رجل وامرأة يثقان بنعمة اللّه.” إلا ان لهذا التشبيه تابعات. أحب المسيح الكنيسة حتى النهاية، أي الموت، الموت على الصليب ووجدت الكنيسة لتخدم المسيح ولذلك على العلاقات بين الأزواج أن تستند الى الاحترام والخدمة وبذل الذات المشترك. إنه لسرٌ كبير، يُدعا كل زوجَين الى تعميقه أكثر فأكثر يومياً، فالزواج “فعل ايمان ومحبة” يستند بدايةً الى “الموافقة الطوعية”. إنه لسرٌ كبير ومتطلب: فهل نحن على استعداد لتحمل هذه المسؤولية بجدية؟ أي ان يمشي كل واحدٍ منا مسار محبة المسيح للكنيسة؟”

سمو السر

 إنها تبعية التشبيه الثانية. إن المسيح هو الرب الوفي، الى الأبد. لا يستعيد حبه أو كلمته. وقال البابا في نهاية تعليمه المسيحي جملاً رائعة عن هذا الوعد الأبدي الذي ينقص الانسان حالياً: “إن طريق المحبة مرسوم الى الأبد. نحب كما يحب اللّه، الى الأبد. لا يتوقف المسيح عن الاهتمام بالكنيسة. فهو يحبها ويحميها كما يفعل لنفسه. وهو لا ينفك يزيل عن الوجه البشري البقع والتجاعيد من أي نوعٍ كانت.” بالنسبة للبابا، لا يكفي فقط التفكير “بجدية” بهذا البعد الأساسي والمثير للجدال للزواج: “هل نقبل حتى النهاية، كمؤمنين أو رعاة، هذه الصلة غير القابلة للاضمحلال بين تاريخ المسيح والكنيسة من جهة وتاريخ الزواح والحياة الأسرية من جهة أخرى؟” فعلينا مقاربة السؤال الحساس والمستجد حول مناولة المطلقين المتزوجين من جديد على ضوء هذا البعد.

روما / أليتيا (aleteia.org/ar)