stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

عبارة “كل شيء سيكون على يرام” تستمد جذورها من غنى الإيمان المسيحي في أوروبا

469views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

19 مارس 2020

“كل شيء سيكون على ما يرام”. تُرافق عبارة التشجيع والأمل هذه الأيامَ الصعبة التي تمر بها إيطاليا بسبب انتشار فيروس كورونا الذي خلّف حوالي ثلاثة آلاف ضحية لغاية اليوم. تستمد هذه العبارة – التي تتكرر باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي – جذورها من غنى الإيمان المسيحي في أوروبا، ويتردد صداها وسط الألم في إيطاليا والعالم: ألم من يذرفون الدموع على أحبائهم نتيجة انتشار الوباء الفتاك، وسط تساؤلات عدة بشأن صمود الأنظمة الاقتصادية وبشأن المستقبل.

عن هذا الموضوع تحدّث المطران Mauro Maria Morfino أسقف أبرشية ألغيرو الإيطالية، مشيرا إلى أن عبارة “كل شيء سيكون على ما يرام” أطلقتها Giuliana di Norwich وهي امرأة متصوفة، كانت أمية، وعاشت في إنجلترا بين عامي 1342 و1430. كانت الكنيسة تمر بمرحلة صعبة آنذاك بسبب الانقسام الناتج عن عودة البابا إلى “أفينيون” الفرنسية، وما عُرف بحرب المائة سنة بين إنجلترا وفرنسا، وفيما كانت أوروبا تحت وطأة الطاعون الأسود. فقد شاء الرب أن يُوكل العبارة الشهيرة إلى هذه المرأة الشابة، فكانت تقول بالإنجليزية all shall will be well أي “كل شيء سيكون على ما يرام”. وانتشرت هذه الكلمات في مختلف بقاع الأرض، وهي عبارة عن تفاؤل يرتكز إلى الاختبار العميق لمحبة الله على الرغم من انتشار الخطئية والألم اللذين لا يمكن تفاديهما.

تابع المطران مورفينو يقول: في أيار مايو من العام 1373 كانت جوليانا على فراش الموت عندما أحضر لها كاهن مصلوباً، فسرعان ما شُفيت ونالت رؤًى بشأن آلام يسوع، دوّنتها في كتاب عن “المحبة الإلهية” وكرست نفسها لتذكّر الناس بمحبة الله العظيمة، مشبهةً إياها بمحبة الأم نظراً لشدة حنانها. وكان يتوافد إليها الزوار طالبين مشورتها. ويمكننا اليوم أيضا أن نتوجه إليها لنستقي من أفكارها كينبوع مياه عذبة في صحراء هذا الزمن.

هذا ثم ذكّر سيادته بأن البابا فرنسيس وعندما شاء أن يسلط الضوء على محبة الله العظيمة واللامتناهية حيال كل واحد منا ذكّر بـ Giuliana di Norwich خلال مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين المكرسة للثلاثية الفصحية في إطار يوبيل الرحمة، وبالتحديد في الثالث والعشرين من آذار مارس عام 2016، لافتا إلى أن يسوع مستعد لأن يتألم من أجل كل واحد منا.

وقد تناول هذا الموضوعَ أيضا البابا بندكتس السادس عشر في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين في الأول من ديسمبر كانون الأول 2010، في سياق تعاليمه عن الشخصيات النسائية التي طبعت القرون الوسطى. وقال إن هؤلاء القديسين – وإزاء التساؤلات المتعلقة بوجود الشر والألم على الرغم من طيبة الله وحكمته – يقدّمون لنا أجوبة تفتح القلب على الثقة والرجاء، ومن بينهم Giuliana di Norwich التي أدركت أنه ضمن مخطط العناية الإلهية يعرف الله كيف يستخرج الخير حتى وسط الشرور. وكانت تردد أنها تعلّمت من نعمة الله كيف تَثبت في الإيمان، كلها ثقة بأن “كل شيء سيكون على ما يرام”.