stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

عن يمين وعن يسار يسوع في مجده – الأب وليم سيدهم

355views

لم يكن يعرف يعقوب ويوحنا أن يسوع سيصلب ومعه لصان عن يمينه وعن يساره، هذه الآلام التي تنبأ عنها يسوع وأعلن عنها مرارًا لتلاميذه لم تمسح الصورة التي كانت لدى التلاميذ الثنى عشر نفسهم عن أن يسوع مثل جده داود سوف يجلس على كرسي عرش أورشليم، لهذا طلب الخوان هذا الشرف الكبير، في ظل صراع التلاميذ على من منهم أقرب الى يسوع.

الحصول على المغانم والمكاسب من شرف الإنتماء الى يسوع المسيح المنتظر تتويجه ملكًا على أورشليم كان يداعب التلاميذ ولذلك غضب العشرة الآخرون حينما كشف الأخوان يوحنا ويعقوب عن مكنون أنفسهما.

إلا أن يسوعكشف لهم صعوبة الوصول إلى هذه المناصب ولم يكرر لهم مشهد الصليب الذي سيعلق عليه، بل حذرهم من استحالة حصول هذا لهما. لأن الأمر ليس في يده ولكن في يد الآب نفسه.

وقد قارن يسوع بين الروح الذي يمارس بها رسالته معهم وروح العالم الذي تداعبهم صورته، فقال: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.” (مر 10: 42). وأضاف يسوع الروح التي يجب ان تسودهم قائلًا: “فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيمًا، يَكُونُ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلًا، يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْدًا.” (مر 10: 43- 44). بهذه الروح جاء المسيح إلى العالم، ويضيف يسوع “لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».” (مر 10: 45).

نعم، إن المناصب العُليا لإدارة البلاد الهدف الأساسي منها هو “الخدمة” وليست مظاهر الأبهة والعظمة والتعامل مع الناس كعبيد وكخدم.

إن يسوع، جاء لكي يضع منهجًا جديدًا لعلاقة الحاكم بالمحكوم، سواء داخل الهرم التراتبي في الكنيسة أو الهرم التراتبي في الدولة، هذا المنهج يتلخص في أن المسئول مطلوب منه خدمة شعبه وليس تحويل شعبه إلى خدم له.

نعم، نحن نطمع في أن تكون لنا دالة عند يسوع، بصفتنا تلاميذه ولكن هذه الدالة نصل إليها بنكران الذات وبالخدمة وليس بالكلام المعسول والتمرغ تحت أرجل الحكام المزيفين، يدعونا يسوع ويمسك بيدنا لكي يقودنا إلى مواكب النور والعمل.

“«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (مت 7: 21).