عيد القديس يوسف يحمل في طياته رسالة و حياة
17 مارس 2019.
كتبت دينا عادل _ المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر .
ولد القديس يوسف في بيت لحم وكان نجارا ، لم يذكر التاريخ الكثير عنه و لكن اغلب المعلومات التي نعرفها هي من الكتاب المقدس ، فقد كان القديس يوسف خطيب مريم العذراء و من خلال رحلة العائلة المقدسة لقب بحامي العائلة المقدسة كما لقب بعدة القاب منها ( قديس العمال ، قدوة الإباء ) .
يتم الاحتفال بعيد القديس يوسف في 19 مارس من كل عام بالإضافة الي الاحتفال بعيد القديس يوسف العامل ( شفيع العمال ) في الأول من شهر مايو من كل عام بالتزامن مع عيد العمال ، و قد كتب البابا لاون الثالث عشر و العديد من القامات عن القديس يوسف و لم تتوقف التأملات في مواقفه و حياته حتي الان .
وبحسب ( موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ) :
” القديس يوسف هو سليل لداود الملك، دعاه الله ليكون أباً روحياً وعائلاً للإبن الأزلي الـمتأنس يسوع المسيح. لم تكن أبوته ليسوع جسديّة بل كانت ابّوة بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من مسئولية وبذل وتضحية. كان نيابة عن الآب السماوي تجاه الطفل يسوع، وكان زوجاً وأخاً روحياً لمريم البتول، ورئيساً للعائلة المقدسة، فكان يمارس سلطته كرب عائلة.
أما الفضائل التي تحّلى بها لكي يظهر فضائل الآب السماوي الغير الـمنظورة نحو ابنه الـمتأنس فهي أنه كان : الصامت الكبير والضمير الكبير والعامل الكبير.
أيضا اقتباسا من ( تأمل سابق للمطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك بعيد القديس يوسف عام 2017 ) ذكر كاتبا : ” انه قد كانت مهمة القديس يوسف رسالة فريدة ونادرة، لكون يسوع شخص فريد للغاية. لكنَّ يوسف في حراسته ليسوع، وفي تعليمه له أثناء نموه في “القامة، والحكمة والنعمة”، يبقى نموذجاً ومثالاً لجميع المربين، وخصوصا لكل أب. فالقديس يوسف هو نموذج المربي والأب. لذلك تضع الكنيسة تحت حمايته جميع الوالدين، والكهنة، والمربين فهم أيضًا آباء، وأولئك الذين لديهم واجب التعليم في الكنيسة والمجتمع.
أيُّها الآباء كونوا دائما قربين جدا من أبنائكم ، تاركين لهم مساحة للنمو، بقربكم منهم. إنهم بحاجة لكم، ولحضوركم ولقربكم، ولمحبتكم ولرعايتكم. فكونوا لهم مثل القديس يوسف: حُراسا لنموهم في القامة، والحكمة والنعمة. حُراسا لمسيرتهم ومربين يرافقونهم في الطريق. فباقترابكم منهم ستكونون مربيين حقيقيين.
القديس يوسف هو مثال لكل مرب، ولكل مؤمن، لأنه عرف كيف يمر بخبرة ليل الشك، وبتجربة الغربة والاضطرار للهروب من منزله وأرضِهِ، دون أن يفقد أبدا ثقته في الله وفي محبته. فتعلموا منه أن الثقة في الله هي وحدها القادرة على أن تحوِّل الشك ليقين، والشر لخير، والليل الدامس لفجر منير.
أن القديس يوسف هو النموذج الأمثل لكل مرب ولكل أب، لأنه رافق مسيرة نمو يسوع عن طريق تقديم القدوة الصالحة، ومخافة الرب، والثقة التامة في محبة الله، وفي تدبيره الخلاصي، وعدم الهروب أمام دعوة الله مهما بدت صعبة أو مستحيلة ” .
كما غرد البابا فرنسيس في تغريدة له في العام الماضي في يوم عيد القديس يوسف الذي يوافق أيضا عيد الإباء قائلا : ” أيها الآباء الأعزاء، كلّ أمنياتي لكم في هذا اليوم! كونوا لأبنائكم مثل القديس يوسف وكونوا حامين لهم حتى ينموا بالحكمة والقامة والنعمة! ” .