غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس عيد انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، كاتدرائية مار أفرام في لافال – مونتريال، كندا
15 أغسطس – أب 2019
في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 15 أغسطس – أب 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، وذلك على مذبح كاتدرائية مار أفرام السرياني، في لافال – مونتريال، كندا.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب إيلي يشوع كاهن رعية مار أفرام في لافال ومونتريال، بحضور صاحب السيادة مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، والأب باسكال قسّيس، والأب فادي عطالله كاهن رعية مار بولس في العاصمة الكندية أوتاوا. وخدم القداس شمامسة الرعية وجوقتها، بحضور جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية والذين قَدِموا لإكرام أمّنا مريم العذراء ولنيل بركة غبطته.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان “طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه”، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بزيارة الرعية في لافال ومونتريال: “زيارتكم دائماً منبع فرحٍ لنا، لأنّ هذه الرعية المباركة، رعية مار أفرام التي كانت أولى كنائسنا ورعايانا في أميركا الشمالية، نحبّها ونقدّرها ونتابع أخبارها دائماً نحو الأمام، أكانت أخباراً مفرحة، أو أخباراً أقلّ فرحاً بالنسبة للقادمين الجدد النازحين واللاجئين والذين يتكاثرون في هذه الأيّام، أكانوا من سوريا أو من العراق”.
وتوجّه غبطته إلى الشبّان والشابّات من أبناء الرعية والمشاركين في هذا القداس بالقول: “نحن نحبّكم ونثني على اندفاعكم وخدمتكم في الرعية، ونرافقكم دوماً بصلواتنا وتضرّعاتنا إلى الله كي تبقوا دائماً أولئك الشبّان والشابّات الذين يحبّون المسيح، لأنّ المسيح يحبّكم ويريدكم أن تكونوا سعداء في حياتكم وأن تكونوا أمناء ومخلصين له، وتتابعوا التزامكم الكنسي مع أهلهم وجميع المسؤولين عن هذه الرعية”.
وتكلّم غبطته عن “عيد انتقال أمّنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، وهو أيضاً عيد نياحها، والنياح كلمة سريانية تعني الاستراحة، مريم العذراء استراحت وتنيّحت كي تلتقي مع ابنها الإلهي في السماء، وهي نعمة عظيمة أعطاها إيّاها الله الآب، لأنّها هي التي حملت كلمته الإلهية في أحشائها، وهي التي ربّت الإبن الإلهي، وهي التي رافقَتْه حتّى أقدام الصليب، وهي التي كانت مع التلاميذ في يوم حلول الروح القدس عليهم وانطلاقة تأسيس الكنيسة”.
ونوّه غبطته إلى أنّ “هذا العيد هو أكبر أعياد أمّنا مريم العذراء، أكان هنا في الغرب أو في الشرق حيث نشأ هذا العيد الذي تحتفل به جميع الكنائس الرسولية. وفي هذا العيد نفرح لأنّنا حظينا بأمّ في السماء ترافقنا في حياتنا وتتشفّع لنا، لأنها هي سلطانة جميع القديسين والقديسات، وهي التي نطلب حمايتها على الدوام، أكان لنا كأفراد، أو لعائلاتنا، أو للكنيسة جمعاء”، مهنّئاً المؤمنين بهذا العيد العظيم، وخاصّةً جميع النساء اللواتي يحملنَ اسم مريم ويتشفّعنَ بها.
وتناول غبطته قول يسوع “طوبى لمن يسمع كلام الله ويحفظه”، مؤكّداً على أهمّية حفظ كلام الله في حياتنا نحن المؤمنين، أي عيشه في كلّ حين والأمانة له، مشيراً إلى أنّ “مريم العذراء هي المثال لنا، فهي سمعت كلام الله حينما بشّرها الملاك، وقَبِلَتْه وتجاوبت مع إرادة الله حتى أعطتنا المخلّص. لذلك يحقّ لنا كمسيحيين أن نكرّمها ونهنّئها ونطوّبها، فهي القائلة: منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال”، ومؤكّداً أنّ “هذا الأمر لا ينتقص أبداً من ألوهية الرب يسوع المسيح ولا من دوره الخلاصي، لأننا كلّنا نعرف أنّ أَحَبَّ شخصٍ للإنسان إن كان صغيراً أو كبيراً هي الأمّ التي أعطته الحياة بنعمةٍ خلاقةٍ من الله”.
وختم غبطته موعظته ضارعاً “إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء سيّدة الإنتقال، أن يبقى دائماً معنا ويحمينا ويؤهّلنا أن نتكلّل معه ومع أمّه في مجد السماء حيث السعادة الأبدية والفرح الدائم مع الملائكة والقديسين والقديسات والشهداء والأبرار”.
وقد ألقى الأب إيلي يشوع كلمة، بالنيابة عن سيادة المطران مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، والغائب عن الأبرشية بداعي السفر لارتباطات مسبقة وملحّة خارج كندا، فأعرب الأب إيلي عن الفرح الذي يغمر قلوب أبناء الرعية وبناتها بزيارة غبطته، وما يكنّون له من محبّة بنوية واعتراف بفضله في رعاية رعيتهم منذ أن كان كاهناً ثمّ أسقفاً لأبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة وكندا آنذاك، وحتّى هذا اليوم حيث لا تزال هذه الرعية في قلب غبطته، متمنّياً لغبطته دوام الصحّة والعافية والتوفيق في كلّ ما يقوم به في رعاية أبناء الكنيسة في كلّ مكان، ومهنّئاً الحاضرين بهذا العيد.
وقبل نهاية القداس، أقام غبطته زيّاح مريم العذراء، وبارك المؤمنين بأيقونتها. وبعد أن منح غبطته البركة الختامية، استقبل المؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية، معربين عن سرورهم العميق برؤية غبطته وبزيارته التفقّدية لرعيتهم.
نقلا عن موقع بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية