stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فحزنوا حزنًا شديدًا – الأب وليم سيدهم

464views

الأحزان في عالمنا اليوم لا تأتي فرادى، ولكن بالجملة، من يستطيع أن يخفف هذا الحزن؟ من يستطيع أن يزيل عنا هذا الحزن؟ واحد فقط، هو الله. نحن مهددون بالحزن بسبب فشلنا في العمل، بسبب موت عزيز لدينا، بسبب قنبلة انفجرت بجوار بيتنا فخسرنا كل ما نملك،وجُرحنا، وفقدنا أعز أطفالنا.

“كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ) ” مز 34: 19( هكذا يقول المرنم إننا خلقنا وخلق معنا ضعفنا وهشاشتنا. إننا نحمل هذا الكنز الذي هو إيماننا بالمسيح في آنية خزفية.

والآنية الخزفية قابلة للكسر، ولكن الكنز الذي بداخلنا غير قابل للكسر، ولكن الذي بداخلها غير قابل للكسر، لأنه ابن الله، نور من نور واله من اله.

أخطر وأهم الأحزان، هو الحزن على أنفسنا، حينما تنظر إلى المرآة ونحن أوجهنا كالحة، مضموم الشفتين، ترتسم عليه علامات الوهن والتعب، هذه الصورة لوجهنا تعكس مقدار الألم الشديد الذي يسكن في أعمق أعماقنا.

لقد كدنا أن نفقد أنفسنا في سبيل حفنة من الدولارات، سقطنا في فخ عبادة المال، رفضنا أن نكتفي بالقليل الذي لدينا، وحلمنا بأننا نسطو على تعب غيرنا، إنها الغيرة، إنها البحث عن مكانة لا تناسب حجمنا وسننا، إننا دفنا الوزنة التي أعطاه الله لنا، لأننا تصورنا أن الله بخيل، ولم نفهم أنه لا يريد أن يحملنا أكثر من طاقتنا.

على أنهار بابل هناك جلسنا، لأننا طردنا من وطننا الأصلي، الوطن السماوي. لأننا أخطانا إلى الله وأردنا أن نأخذ مكانه، هذه هي حكاية كل إنسان وغنسانة نعيشها مئات المرات دون أن نتعظ، ذاكرتنا ضعيفة، ولا نتغير إلا بالضغوط وإختياراتنا تتعرض للنزيف لأنها أصلًا قد تكون غير صحيحة ولا موفقة.

وحده الله يستطيع أن يملأنا بالفرح، لأن الحزن لا يمكن أن يطغي على الفرح الذي أتى به القائم من بين الأموات، فلننفض الغبار عن كواهلنا وننتصب مهللين لملك الفرح والسلام، حصننا الأمين وقوتنا ودالتنا، حبيبنا يسوع المسيح.