في المؤتمر الدولي الثاني التراث الرهباني في الشرق الأوسط
كتب : عصام عياد
ضمن توجيهات عديدة سطرتها وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني ( 1962 – 1965 )، دستور عقائدي في ” الكنيسة ” حول “التكريس الرهباني” … ” ومن ثم فهذا المجمع المقدس يقر ويمتدح هؤلاء الرجال والنساء ،هؤلاء الأخوة والأخوات ،الذين يزينون عروس المسيح بحياتهم في الأديرة والمدارس والمستشفيات والارساليات ،وباخلاصهم الدائم والمتواضع لحياتهم المكرسة ويؤدون الخدمات السخية والمتنوعة لجميع البشر ” ( فقرة 46 )،وتأكيدا لهذا المعنى وغيره … جاءت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني ” التراث الرهباني في الشرق الأوسط ” ونظم له المركز الثقافي الفرنسيسكاني CCF للدراسات القبطية– مصر، التابع لرهبانية الأخوة الأصاغر في مصر “الرهبان الفرنسيسكان ” اقليم العائلة المقدسة ،بهمة الأب ميلاد شحاته الفرنسيسكاني مدير المركز ومقرر المؤتمر،ومعاونة اللجنة المنظمة بالمركز،وشهدت وقائعه قاعة النيل الملحقة بكنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان بوسط العاصمة في الفترة من 12 الى 14 يناير الجاري .
شارك في أعمال المؤتمر وفود من بلدان النمسا ، المانيا ، ايطاليا ، سوريا ، لبنان ، الامارات ، ومصر.
حضر الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر سيادة المطران جورج شيحان مطران الموارنة في مصر والسودان،نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد للأقباط الأرثوذكس بمصر،الأباتي أنطون ضو من الرهبانية الأنطونية المارونية،أ.د. بابلو أرجيراتي عميد معهد اللاهوت المسكوني والأرثوذكسية الشرقية والآبائيات بجامعة جراس بالنمسا ،أ.د. فيليب لوزيه أستاذ القبطيات بالمعهد البابوي للدراسات الشرقية بروما ايطاليا ، د. ريتا فرج الباحثة اللبنانية مركز مسبار للدراسات المسيحية الشرق أوسطية دبي – الامارات،الأب كمال لبيب الفرنسيسكاني الخادم الاقليمي لرهبانية الأخوة الأصاغر بمصر،ولفيف من الآباء الكهنة الرعاة والرهبان من أديرة المحرق والبراموس والراهبات والمكرسين والمكرسات والطلبة الاكليريكيين وجمع غفير من المتخصصين والباحثين والمهتمين والدارسين والعديد من مقدمي الأوراق البحثية،والأصدقاء والمحبين امتلئت بهم جنبات قاعة النيل .
تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة الأب ميلاد شحاته مقرر المؤتمر،مستعرضا الخطوط الرئيسة لأعمال المؤتمر،أعقبه الأب كمال لبيب الخادم الاقليمي في كلمات شكر دافئة باسم الجماعة الرهبانية وباسم المركز الثقافي الفرنسيسكاني لهذه الكوكبة المتميزة ولكل من له تعب المحبة لأجل نجاح المؤتمر،ثم كلمة معالي سفير دولة المجر،ومحاضرة مع أ.د.أرجيراتي حول ” مصر الديرية في بداية القرن ال 5 الميلادي طبقا للتاريخ اللوزي “،واختتمت بفقرة ” الحان سريانية “،مع كورال من بعض الأخوات السوريات المقيمين في مصر .
توالت الجلسات على مدى الأيام الثلاث متضمنة لأكثر من 45 ورقة بحثية في شتى مجالات التراث الرهباني في غنى وثراء أبهج الحضور الكريم ،تخلله العديد من المداخلات والاسهامات من القاعة كان لها الأثر العميق لدى المشاركين .
في اضافة تحسب للمركز الثقافي الفرنسيسكاني كانت اسهامات شباب الباحثين بمداخلتهم في أعمال المؤتمر عديدة وأيضا مشجعة .
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الأول للمركز الثقافي الفرنسيسكاني – مصر للدراسات القبطية ،كان قد عقد في شهر فبراير سنة 2015 حول ” تراث النوبة المسيحية ” بالمدينة المريمية بالمقطم بدير الآباء الفرنسيسكان،صدرت أعماله في دورية خاصة للمركز .
كانت قد أعدت اللجنة المنظمة للمؤتمر كتيبا يشمل ملخصات الأوراق البحثية المقدمة،الى جانب قائمة مرتبة أبجديا بالبحوث المشاركة متضمنة لاسم الباحث ، عنوان البحث ، الدولة ،وجهة العمل،بالاضافة الى ضوابط نشر أعمال المؤتمر،والأجندة التفصيلية لجلسات المؤتمر بالتوقيتات .
في سياق متصل تم عمل معرض للكتاب على هامش أعمال المؤتمر وكذلك معرض فني يوثق للتراث الرهباني في داخل مصر وخارجها.
شاركت القناة الفضائية سات – 7 في التغطية الاعلامية الكاملة للمؤتمر وتسجيل كافة الجلسات والمداخلات والتعقيبات .
تفضلت اللجنة المنظمة برئاسة الأب شحاته بتوزيع الشهادات لمقدمي الأوراق والأبحاث .
هذا وسوف يتم طباعة أعمال المؤتمر الدول الثاني ” التراث الرهباني في الشرق ” في دورية المركز لاحقا .
تهنئة من القلب لأسرة المركز الثقافي الفرنسيسكاني بنجاح أعمال وفعاليات المؤتمر الدولي الثاني وأيضا لرسالته التنويرية في خدمة الكنيسة والمجتمع وتبقى كلمات الشكر موصولة لفريق العمل من اللجنة المنظمة للجهد الرائع والمبذول لانجاح المؤتمر،مع كل التمنيات القلبية بالازدهار والانتشار بشفاعة أمنا مريم العذراء والقديس الساروفي القديس فرنسيس الأسيزي ،والى لقاء مع المؤتمر الدولي الثالث في سنة 2019 حول كنز جديد من كنوز تراثنا الكبير،ولتشملنا جميعا بركة الرب .