stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

في كتابات افراهاط الحكيم مريم تسبح الله الذي اختارها وتعظمه على نعمه

299views

نقلا عن الموقع  الرسمي للبطريركية الكلدانية 

11 أغسطس – آب 2022

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

أفراهاط أو فرهاد من القرن الرابع (  270- 345)،  من أصل وثني، اهتدى الى المسيحية.  لقب بالحكيم نظراً  لتعمقه في الكتاب المقدس، وقراءته اللاهوتية والروحية له، واعتماده في التعليم. ترك  افراهاط 23 بحثاً – مقالة (ܬܚܘܝܬܐ- بيّنة) بالسريانية1، وهي ذات طابع تعليمي لاهوتي وروحي وأخلاقي ( الوصايا ونصائح عملية للسيرة الفاضلة). بناها على محور تدبير الخلاص  وعلى شكل هرم يبدأ  بالإيمان وهو الاساس  وينتهي بالموت والدينونة. هذه المقالات المليئة بآيات من الكتاب المقدس  موجهة على الارجح الى  المكرسين جماعة العهد”ܒܢܝ̈  ܘܒܢܬ ܩܝܡܐ) ولربما كان أحد أعضائها،  لكن ايضا للموعوظين الذين يستعدون لاقتبال المعمودية. هدفه ان يكتشفوا غنى الايمان ويعيشوه كما اكتشفه هو وعاشه1/20).

تجدر الاشارة  الى ان افراهاط وافرام  عاشا  قبل الجدالات اللاهوتية حول المسيح، اي قبل انعقاد مجمع افسس( تركيا الحالية) سنة 431 حيث أعلنت مريم أم اللهTheotokos  وكذلك   قبل مجمع خلقيدونية الذي عقد   سنة  451  حول التمييز بين طبيعتي المسيح الانسانية والالهية في الشخص الواحد.

أفراهاط الحكيم  يشدد على نقطة مركزية  واحدة هي  المسيح،  وضمن  هذا الإطار  ياتي كلامه عن مريم.  انه أول من  ذكرها   بين اباء كنيسة المشرق.  أفراهاط لا يقدم بحثا لاهوتيا منهجيا عنها،  انما  يذكر معلومات بسيطة  وجدها مدرجة في الانجيل ..  يذكر صفاتها: ام يسوع وهي سليلة داود، والبتول، واكثر من مرة الطوباوية لانها نالت حظوة عند الله( حققت في شخصها التطويبات) ويمدح تواضعها. ويقول ان” مريم، أم النبي العظيم، كانت نبيّة” (14/33).

في المقالة السادسة يشرح بأن المسيح بولادته من مريم أعطانا ما له وأخذ ما لنا: ”  حين جاء الينا لم يكن له شيء أخذه من عندنا، ولم يكن لنا شيء أخذناه منه.. فحين بشر جبرائيل الطوباوية مريم التي ولدته، حمل الكلمة من العلى وجاء، والكلمة صار جسدا وحلّ فينا” ( 6/10).   و” ولد يسوع المسيح من مريم – التي هي من نسل داود – ومن الروح القدس ” (23/20)،  و” هو الابن البكر وابن مريم  ” (14/39). أما يوسف فدعي أباه بدون أن يكون من زرعه(23/20). وهذه اشارة الى بقائها بتولا. ويستشهد( 16/9) بنص اشعيا ” ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا..الذي طبقه متى على مريم(  اشعيا 7/14، متى 1/23).  ويرى افراهاط ان ” الزواج والاولاد حسن جدا، ولكن البتولية أفضل منه” (18/8).

يشير  افراهاط الى ان الله اختارها بسبب  تواضعها وبساطتها :” إن المتواضعين هم أبناء العلي وأخوة يسوع .. ومريم في تواضعها استقبلت يسوع لما بشرها به جبرائيل بقوله لها : السلام عليك يا مباركة في النساء . حمل جبرائيل السلام ومعه الثمرة المباركة وغرز فيها الطفل الحبيب .. فسبحت وعظمت الرب الذي ارتضى بتواضع خادمته “(9/5) .

يدعو  افراهاط جماعة العهد  والموعوظين بشكل خاص والمسيحيين بشكل عامك  الى عيش إيمانهم  على مثال القديسة مريم.

___________________

أفراهاط الحكيم الفارسي، المقالات، قدم ها ونقلها الى العربية الخزري بولس الفغالي بيروت 1994 وقد اعتمدنا عليها في استشهاداتنا. اكتشف هذه المواعظ العالم البريطاني كيورتن في دير السريان بمصر في ثلاث مخطوطات تعود إلى القرنين الخامس والسادس ، ونشرها لأول مرة وليم رأيت ثم باريزو مع الترجمة اللاتينية كما توجد ترجمات حديثة بالانجليزية والالمانية والفرنسية والايطالية وهناك مختارات قديمة من مواعظه بالعربية .

 2  ساكو، آباؤنا السريان، دار المشرق بيروت 2012، ص 93-94 .