فيروس كورونا وطلب الشفاء – الأب وليم سيدهم
فيروس كورونا وطلب الشفاء
لو أن سيدنا يسوع المسيح كان يحيا معنا اليوم، ما الذي كان سيفعله؟ إن هذا السؤال يلح علينا بشدة الآن لأن لا مخلص لنا إلا يسوع كمؤمنين وعلينا أن نتصفح الإنجيل لنرى ماذا كان موقف يسوع من فيروسات عصره منذ حوالي الفين عامًا.
المرض المشهور في الكتاب المقدس في عصر يسوع والذي كان مُعدي فعلًا هو “البَرَص” فهو مرض يأكل في أطراف الإنسان ووجهه ويعطل وظائف اليدين وأحيانًا الوجه وهو مازال موجودًا الآن ولكن إنحسر تمامًا بعد إكتشاف علاجه.
لدينا مشهد في العهد القديم وهو قائد جيش ملك دمشق نعمان السورى الذي سيشفيه النبي اليشع بأن أوصاه أن ينزل نهر الأردن ويغطس فيه سبع غطسات.
أما المشهد ففي الإنجيل حيث يأتوا البُرص ويسجدون أمام يسوع فيأمرهم بأن يذهبوا إلى الكاهن، وفي الطريق يتم شفاؤهم واحد فقط الذي يرجع ويشكر المسيح وهو السامري، أما التسعة الآخرون فما أن شفيوا حتى اختفوا دون شكر أو عرفان لمن شفاهم.
ماذا نستفيد من موقف يسوع من هذا المرض؟ أولًا: لم يرفض يسوع طلب البُرص وهم موصومون بالنجاسة من قبل الفريسيين.
ثانيًا: وجه يسوع هؤلاء البُرص إلى الكهنة إحترامًا للتقاليد الدينية حتى يعيدوا إدخالهم في جماعة المؤمنين، ثالثًا: هذه المرة لم يلمس يسوع المرضى بل أمرهم أن يطيعوا قواعد وإجراءات الإنضمام من جديد إلى بقية المؤمنين، أما الشفاء من البَرَص فحدث في الطريق ما بين لقاء يسوع والذهاب للقاء الكهنة، بمعنى أن الخلاص من البرص سببه إيمانهم بيسوع كمخلص وشفاهم يسوع لأنه لهذا أتى.
ومثل كل المرضى الذي شفاهم يسوع دائمًا كان المرضى يأتون إليه وأحيانًا كان يشفي مرضى لم يعرفوه قبل أو يسمعون عنه.
إن رسالة يسوع المسيح ابن الله هي شفاء الإنسان من العاهات والأمراض التي تهاجمه بسبب طبيعته الهشة التي فقدت براءتها الأولى مع سقطة آدم.
لم يتحدث الإنجيل عن يسوع وهو يحضن البُرص ولكن يحدثنا عن حرارة اللقاء بينهم وبينه التي تجسدت في سجودهم على الأرض أمامه وبالتالي كامل استعدادهم ليمد المسيح سلطته وقوته في الشفاء التي كانت تنبع من إتحاده الكلي بالآب وبالتالي نحن نصدقه حينما يقول “أبي يعمل وأنا الآن أعمل” هذا هو عمل الخلاص.
إن مخاوفنا من كورونا تأتي من عدم إيماننا بأن الله “ضابط الكل” وأنه ما علينا إلا أن نستخدم عقلنا الذي أعطاه لنا لكي نحمي أنفسنا من تهديد فيروس كورونا.
فحينما نكابر ونُعلن عن ر الإفخارستيا معصوم من نقل المرضى فإننا نحوّل سر الإفخارستيا (الخمر والخبز) إلى تعويزة سحرية وليس سر الإيمان.