stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

قداسة البابا لاون الرابع عشر يطلق نداءً عالميًا للصلاة “ليكن المسيحيون في مناطق الصراع بذورًا للسلام والرجاء”

18views

٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥

الفاتيكان نيوز

صدرت أمس، رسالة مصورة جديدة لقداسة البابا لاون الرابع عشر، من أجل الصلاة الخاصة بشهر ديسمبر، والتي تبثّها شهريًا شبكة الصلاة العالمية للحبر الأعظم.

ودعا الأب الأقدس في رسالته هذا الشهر إلى الصلاة من أجل المسيحيين الذين يعيشون في مناطق الحروب، والنزاعات، كي يصبحوا بذورًا للسلام، والمصالحة، والرجاء وسط عالم يمزّقه العنف.

وفي الصلاة التي رفعها قداسة البابا داخل الرسالة، توجّه إلى الله بوصفه “إله السلام”، ملتمسًا حماية المسيحيين المتألمين، وأن يشعروا دائمًا بحضور الله رغم الألم، وبقرب إخواتهم في الإيمان، ودعمهم المستمر، مشيرًا إلى أن الروابط الأخوية هي ما يعين هؤلاء المسيحيين على أن يكونوا بناة رجاء، وقدرة على الغفران، وتخطي الانقسامات، والسعي إلى عدل مقترن بالرحمة، حتى في أكثر البيئات قسوة، حيث يبدو السلام مستحيلًا

وتأتي الرسالة عشية مغادرة بابا الكنيسة الكاثوليكية في زيارته الرسولية الأولى، منذ بدء حبريته إلى تركيا، ولبنان، والتي يرافقها هذا الشهر تركيز خاص على أوضاع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، شدّد عظيم الأحبار على ضرورة أن يبقى المسيحيون في تلك المناطق أدوات سلام، ليس فقط في دول الصراع، بل في الكنيسة جمعاء، داعيًا الروح القدس إلى دعم إيمان المتألمين، وتقوية رجائهم، وإبعاد الجميع عن “فخ اللامبالاة”.

وتتزامن الصلاة مع تقارير دولية حديثة، بينها تقرير منظمة “مساعدة الكنيسة المتألمة” لعام 2025، التي تؤكد أن الصراعات المتواصلة في الشرق الأوسط زادت من هشاشة الأقليات الدينية، خاصةً المسيحيين.

ففي فلسطين، أنهكت الحرب السكان، وتحولت الكنائس إلى ملاجئ للنازحين. وفي لبنان، دفعت الأزمة الاقتصادية آلاف العائلات إلى الهجرة، مما أفرغ العديد من الرعايا، والمدارس.

أما في سوريا، والعراق، فتواجه الجماعات المسيحية صعوبات كبرى في عمليات إعادة الإعمار، وسط انعدام الأمن، وغياب الفرص للشباب.

وترافق صور الرسالة الروحية التي نقلها الأب الأقدس، مُظهرة شهادات حيّة لإيمان لا ينطفئ رغم الركام:

– احتفالات عادت إلى بعض القرى العراقية بعد سنوات من الحرب.

– ثبات الرعية المسيحية في غزة رغم القصف.

– خدمة كاريتاس المستمرة بين الفقراء، واللاجئين في لبنان.

– الحياة الروحية التي تحافظ عليها الأديرة في سوريا.

كلها، بحسب النص المرافق للصلاة، علامات لحضور الروح القدس، نبع الرجاء في أحلك الأوقات. وأشار الأب كريستوبال فونيس، المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا، إلى أن أوضاع المسيحيين في مناطق الصراع هي همٌّ ثابت في قلب خليفة بطرس.

وذكّر بأن الباباوات المتعاقبين وجّهوا نيات صلاة مماثلة، خلال السنوات الماضية من أجل المتألمين، والمضطهدين، مضيفًا أن قداسة البابا لاوُن الرابع عشر يواصل هذا التقليد، مؤكدًا قرب الكنيسة العالمية من مسيحيي الشرق الأوسط، ومساندتها لهم في محنتهم.

واختتم الأب فونيس بأن هذه الدعوة إلى الصلاة ليست مجرد تضامن روحي، بل رسالة رجاء تؤكد أن الإيمان يمكن أن يزهر حتى وسط الجراح، وأن الجماعات المجروحة قادرة على أن تصبح بداية جديدة للسلام والمصالحة.