stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(14) الهدوء‏

858views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة ‏
القمص / لويس نصرى
مراجعة ‏
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس

‏(14) الهدوء‏

كما أن عدوى الانفعال تسرى بسهولة، هكذا أيضاً عدوى الهدوء. يجب أن تُشعّ شخصيّتك كلّها ‏بالهدوء. فإن أقلّ علامة من القلق، والانهيار، والتوتّر، والذُعر، وإن كانت لا تُسبّب بالغاً لو ‏كنت وحدك، قد تؤدّى إلى عواقب مؤسفة وجسيمة فى جماعة.‏
 قٌل لنفسك إن مئات العيون الفاحصة مسلّطة عليك باستمرار. فإن بدا عليك التوتّر، أو القلق، ‏أو الملل، أو الاضطراب، أو التعب والضَجر، انعكس فى الحال على الجماعة. ويزداد ‏التأثير كلّما ازدات قوّة الاعتماد التى كانت الجماعة تضعها عليك.‏
 فإن كنتَ تائهاً، وظهرت بمظهر الضائع، فقد ضعت فعلاً، لأنك حرمت نفسك من ‏التصرّف العاقل والسليم، وسيقضى ذُعر الأطفال من حولك على ما بقى فيك من تماسك. ‏أمّا إذا بدأت تُغنّى، فالأطفال كلّهم يغنّون معك، وستسترد شجاعتك، وسيطرتك على ‏الموقف، لتُقرّر، وتهتدى إلى الطريق السليم.‏
 لا تلفظ كلمة تشير إلى أنك مهموم، أو أنك لا تحتمل أكثر من ذلك، أو لن تنجح، فإن هذا ‏يُقلّل من نفوذك وقوّة سُلطتك.‏
 إن الحالة الأدبيّة لمجموعة ما، تتجلّى على وجه قائدها، وتلقائيّاً، تنعكس كلّ مواقفه، بل ‏حتّى أفكاره الحميمة، على تصرّف الأطفال ومشاعرهم، وتنتقل إليهم.‏
 لا تقُل أبداً: “أنا مشغول فوق طاقتى”. فإنك سوف تعتاد هذه النغمة، وتشعر بالحاجة إلى ‏إشباعها، وستنتهى إلى الإيمان بها، وتفتح الباب لكلّ أنواع التقصير وفُقدان الصبر.‏
 تعلّم كيف توفّر مجهودك وترتّب أعمالك. فليكن عندك حسّ التناسب، فلا تفرض عقاباً ‏شديداً على ذنبٍ تافه، ولا تتدخّل شخصيّاً فى كلّ لحظة، فإن كثرة التدخّل، ولأبسط الأمور ‏سوف تُرهق الأطفال، وتُقلّل من نفوذك عليهم.‏
 لا تُكثر من استخدام الصفّارة، أو أىّ مؤثّرات صوتيّة أخرى لإعطاء تعليماتك.‏
 لا تُعطِ أمراً فى كلمتين، إن كانت كلمة واحدة تكفى. وإن كانت الإشارة تكفى، فإعط أمرك ‏بالإشارة، وتجنّب الصُراخ، ولا تَظهر منفعلاً وثائراً، بل إخلق للأطفال جوّا من الهدوء ‏والثقة.‏
 لا تحوّل أىّ أمر إلى مأساة، واعمل بنصيحة المارشال فوش: “لا تخلق مأساة فى الأمور ‏البسيطة، وهوّن الأمور المأساوية”.
‏ مثلاً: فى ناحية ما، شبّ حريق فى المسرح أثناء العرض. وفى الحال، ظهر المدير ‏وقال للجمهور: “لا خطر عليكم بالمرّة. والأمر بسيط جدّاً. اخرجوا بهدوء. وسينتهى كلّ ‏شئ على ما يرام”. ولم تقع أيّة ضحيّة.
‏ بينما فى ناحية أخرى، شبّ حريق فى كابينة السينما، وهى غرفة مصفّحة لا يُمكن للنار ‏أن تتسرّب منها إلى الخارج.ولم يكن هناك أىّ خطر على الجمهور. ولكن المدير صرخ ‏بصوتٍ يرتعب: “الأمر رهيب. يا ربّ استر”. فخاف الجمهور، واندفعوا إلى الخارج ‏مذعورين، فداس بعضهم بعضاً، ومنهم مَن مات، وجُرح كثيرون.‏
 تدرّب على الاحتفاظ بالهدوء والبشاشة، بأن تُقابل المتاعب الصعبة بروح المَرح والفُكاهة. ‏ولا تجترّ ما عندك من مضايقات، ولا تجعل المشاغل تتحوّل إلى هموم.‏