stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ‏اللّقاء الأوّل مَثَل “الغنى الغبى” ‏

1.4kviews

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح

 

اللّقاء الأوّل
مَثَل “الغنى الغبى”

 

  • النصّ الكتابىّ:

“فقالَ لَهُ رَجل من الجُموعِ: يا مُعَلمُ، قُل لأخى أن يقاسمَنى الميراثَ. فقالَ لَهُ: يا رَجُلُ، مَن أقامَنى علَيكُما قاضيًا أو مقَسّمًا؟ وقالَ للِجُموعِ: اَنتَبِهوا وتَحَفَّظوا مِن كُلّ. طمَعِ، فما حياةُ الإنسانِ بكَثرةِ أمواله.
وقالَ لهُم هذا المَثَلَ: كانَ رَجُلٌ غَنِىُّ أخصَبَت أرضُهُ، فقالَ فى نَفسِهِ: لا مكانَ عِندى أخصَبَت أرضُهُ، فقالَ فى نَفسهِ: لا مكانَ عِندى أخزُنُ فيهِ غِلالى، فماذا أعملُ؟ ثُمَّ قالَ: أعملُ هذا: أهدِمُ مَخازِنى وأبنى أكبرَ مِنها، فأضَهُ فيها كُلَ قَمحى وخَيراتى. وأقولُ لِنَفسى: يا نَفسى، لكِ خَيراتٌ وافِرَة تكفيكِ مَؤونَهَ سِنينَ كَثيرةٍ، فاَستريحى وكُلى واَشرَبى وتَنَعَّمى! فقالَ لَهُ الله: يا غَبىُّ، فى هذه الليلة تُستَردُّ نَفسُك مِنكَ. فهذا الذى أعدَدتَهُ لِمَن يكونُ؟ هكذا يكونُ مَصيرُ مَن يَجمَعُ لِنَفسِهِ ولا يَغنَى بالله” (لو 12: 13 – 21).

  • إلى خادم الكلمة:
    أعلن يسوع اقتراب ملكوت الله، وعندما يحلّ هذا الملكوت تتغيّر طريقة حياة البشر وأولويّاتهم تغيّراً جذريّاً، وأساس هذا المثل هو الدعوة إلى النظر للعالم نظرة جديدة، لقد كان موضوع عدم جدوى تكديس الثروات، وحماقة مَن يعتمد عليها شائعاً ومعروفاً فى حكمة شعب إسرائيل، وكان يسوع على عِلم بذلك بالتأكيد، ولكنّه أراد إعادة فَهم هذا الامر وتفسيره.
    يخاطب يسوع أوّلاً تلاميذه: “وكانَ اَجتَمَعَ عَشراتُ الأُلوف مِنَ الناسِ، حتّى داسَ بَعضُهُم بَعضًا، فقالَ أوّلاً لِتلاميذِ: إيَّاكُم وخَميرَ الفَريسيّنَ الذى هوَ الرّياءُ. فما مِن مَستورً إلاّ سَينكَشِفُ، ولا مِن خفى إلاّ سيَظهَرُ” (لو 12: 14 – 15 أ).
    إن خطر الطمع يهدّد الجميع بما فيهم التلاميذ، وعندما يختم يسوع المثل يتوجّه إلى تلاميذه وحدهم، “وقالَ لِتلاميذِهِ: لِهذا أقولُ لكُم: لا يَهُمُّكُم لِحياتكُم ما تأكُلونَ، ولا لِلجسَدِ ما تَلبَسونَ” (لو 12: 22)، شارحاً لهم ما معنى أن يغتنى الإنسان بالله، أى كيف يدخل الإنسان فى المنطق الجديد للملكوت.
    يتصارع الأخوة بسبب الممتلكات والأموال، وهنا يعرض يسوع حلاً غير تقليدىّ، يضرب لهم مثل الغنى الغبى، ويظهر هنا أن المسألة، بحسب نظرة يسوع، لا تقوم فى تجميع الثروة والتمتُّع بها، إنما تقوم فى اعتبار الله جوهر الحياة ومعناها.
    يرفض يسوع بشدّة تكديس الخيرات الذى يصاحبه الجشع، والطمع، والكبرياء، والمجد الباطل، إنه يتكلّم عن حياةٍ إنسانيّة بدون هذه الصفات، لأن تكديس الخيرات خطر يهدّد الحياة فى العالم الآتى، والحياة الآن.
    إن كلمة غبىّ فى اليونانيّة معناها الحرفى “بلا رأس”، ومفهوم الحكمة فى الإنجيل هو عكس ما لدى الذين يحرصون على جمع الخيرات لتأمين المستقبل.
    فى يشوع بن سيراخ: “هناك مَن يغتنى بالحرص والتقتير، لكن ما نفع ذلك؟ يمكنه أن يقول: “أستريح الىن وبخيراتى أتنعّم”. لكنه لا يعلَم متى يموت ويترك خيراته للآخرين” (سى 11: 18 – 19)، توجد فكرة قريبة من المَثل لكن يسوع يجعل التعليم فى مثلٍ قريبٍ من فهم الناس، ويحدّد بوضوح الطريق الذى يتّبعه الإنسان حتّى يتغلّب على إغراء اكتناز الأموال، ويوضّح أن من يكتنز الخيرات يكتنزها لذاته، ويغتنى بها، ولا يغتنى بالله مصدر الحياة. والغباء والحماقة تقوم فى الاغتناء بالممتلكات وليس بالله.
  • الفكرة الأساسيّة:
    “اَنتَبِهوا وتَحَفَّظوا مِن كُلّ طمَعِ” (لو 12: 15أ).
  • الهدف:
    – أن يدرك المخدوم أن الغنى الحقيقى هو الاقتراب من الله بالفكر وبالفعل.
    – أن يترسّخ فى وجدان المخدوم أن اكتناز الخيرات لا يُعطى ضمانًا لحياةٍ صالحةً للغنسان، بل الحياة الحقيقيّة تقوم فى محبّة الله والقريب.

الاحتياجات والصعوبات:
– ينظر المخدومون إلى تصرّفات الكبار من حولهم، فيجدون أحياناً كثيرة، الرغبة فى اكتناز الثروة هى المسيطرة، لذلك على الخادم أن يقدّم أمثلة مقنعة من تصرّفات الكبار تدّل على عكس ذلك.
– على الخادم أن يوضّح ما معنى “الاغتناء بالله” أى أن متطلّبات محبّة الله والقريب تفرض علينا ألاّ نضع المال أو الممتلكات قبل الأشخاص، بل فى خدمتهم.
– قد يخلط المخدومون بين التبذير وصرف المال عشوائياً، ومتطلّبات محبّة الله والقريب، وعلى الخادم أن يوضّح الفرق بين التبذير وصرف المال، والحكمة فى استعمال ما بين أيدينا فى مكانه الصحيح، مثلاً: يأخذ المخدوم نقوداً من أسرته لشراء كتب دراسيّة أو رُكوب مواصلات، فليس من الحكمة أن تُصرف هذه النقود لشراء هدايا أو مأكولات للأصدقاء للتعبير عن المحبّة، فيكون هذا تصرّفاً غير حكيم…إلخ.
– لا بدّ من التركيز على الفكرة التالية: إن الربّ يسوع لا يطلب منّا أن نفرّط منّا التصرّف بحكمة وتدبير، ولا نترك أنفسنا للطمع، وفى نفس الوقت نحافظ على حقوقنا، وفى كلّ مناسبة يسأل الإنسان نفسه من أين جاء بهذا؟ واين الحقّ والعدل فيما يخصنّا، ويخصّ الآخرين؟