كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثانية ” اللقاء السادس “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الثانية
زمن الصوم الكبير والآلام والقيامة
اللقاء السادس
مواهب الروح القدس
- النصّ الكتابىّ:
“فالمواهِبُ الرُّوحِيَّةُ على أنواعِ، ولكِنَ الرُّوحَ الذى يَمنَحُها واحدٌ. والخدِمَةُ على أنواعِ، ولكِنَ الرَّبَّ واحدٌ. والأعمالُ على أنواعِ، ولكِنَ الله الذى يَعمَلُ كُلّ شئ فى الجميعِ واحدٌ. كُلُّ واحد يَنالُ مَوهِبَةً يتَجَلى فيها الرُّوح للِخَير العامِ. فهذا يَنالُ مِنَ الرُّوحِ كلامَ الحِكمَة، وذاكَ يَنالُ مِنَ الرُّوحِ نَفسِهِ كلامَ المَعرفَةِ. والرُّوحُ الواحدُ نَفسُهُ يَهَبُ أحَدهُمُ الإيمانَ، والآخرَ موهِبَةَ الشّفاءِ، وسِواهُ القُدرَةَ على صُنعِ المُعجزاتِ، والآخرَ تَرجَمَتها. وهذا كُلُّهُ يَعمَلُهُ الرُّوحُ الواحدُ نَفسُهُ مُوزّعًا نواهِبَهُ على كُلّ واحدٍ كما يَشاءُ”(1كور 12: 4 – 11). - إلى خادم الكلمة:
كانت مدينة كورنتوس ميناءً بحريّاً هامّاً وكانت فى قمّة ازدهارها بسبب موقعها على شاطئ بحرَين هما البحر الأدرياتى، وبحر إيجة فى أقصى الشمال لآسيا الصغرى.
وقد قضى فيها القدّيس بولس فترة سنتين يُعلن فيها الإنجيل، وكان للمدينة سُمعة غير حسنة، ويظهر فيها التفاوت الاجتماعى بشكلٍ صارخ، والمعتقدات الدينيّة موجودة بكلّ أنواعها.
وكانت الجماعة المسيحيّة التى أنشأها القدّيس بولس تعكس الأوضاع التى كانت تهدّد وحدة خاصّة أثناء الاجتماعات.
لذلك فإن رسالتىّ القدّيس بولس إلى كورنتوس تأخذان أهميّة كبرى فى زماننا الحاضر، لأنهما تعالجان قضايانا الإيمانيّة، وطثرق التعامل مع هذه القضايا التى ألهمها الروح للقدّيس بولس مثل: التسيّب الأخلاقى، خطر الانشقاق، التفاوت الاجتماعى فى الكنيسة، المواهب الروحيّة وخاصّة التكلّم بألسنة، ويرجع تاريخ كتابة الريالتَين إلى حوالى عام 56 م.
وفى هذا اللّقاء سنركّز على مسألة مواهب الروح القدس السبع: الحكمة، المعرفة، الغيمان، الشفاء، النبوءة، التمييز بين الارواح، والتكلّم باللّغات. إنها قدرات خاصّة يمنحها الروح القدس للاشخاص من اجل خدمة جماعة المؤمنين والخير العامّ.
وعندما نقرا الرسالة الاولى لأهل كورنتوس نفهم أن بعض المؤمنين استغلّوا هذه المواهب استغلالاً سلبيّاً، بدلاً من بُنيان الكنيسة، اهتمّوا بمجدهم الشخصى، فكانت النتيجة أن وحدة الجماعة وتماسكها أصبحا مهدَّدين. وفى رسالته إلى أهل روما يقول القدّيس بولس «ولَنا مَواهِبُ تَختَلف باَخِتلافِ ما نِلنا مِنَ النّعمَةِ: “فمَن لَه مَوهِبَةُ النُّبوءَةِ فليتَنَبَّأ وفقًا للإيمان، ومَن لَه مَوهِبَةُ الخِدمةِ فلَيخدُم، ومَن لَه موهِبةُ التَّعليمِ فليُعَلّم، ومَن لَه موهِبة الوَعظ فَليَعظ، ومن يُعطى فليعط بسخاءٍ، ومَن يَرئِس فَليَرئس باَجتهادٍ، ومَن يَرحَم فليَرحَم بسُرورٍ»” (روم 12: 6 -8)، وهذا يُوضّح المسؤوليّة المُلقاة على أصحاب المواهب.
ولا يمكن الحديث عن مواهب الروح القدس، دون ذِكر «نشيد المحبّة» (1كور 13).
إن موهبة النبؤة والتكلّم بألسنة مهما كانتا مدهشتّين، فإنهما ستزولان،أمّا المحبّة فلا أبداً (1كور 13: 8)، وهذه المحبّة تتحدّد بأفعالٍ عمليّة، فالمواهب ليست امتيازات لأصحابها، بل على أصحاب المواهب أن يشهدوا بطريقة حياتهم أن الروح القدس يبنى ويُنعش الجماعة المسيحيّة بمواهبهم.
ويُقيم القدّيس بولس وزناً للمواهب واختلافها، لكن اهتمامه الأساسىّ مُنصبّ على وحدة الجماعة المسيحيّة وتماسُكها،ونرى فى القسم الثانى من الإصحاح 12 تشيبه الجسد الواحد، أى تُصبح مواهب كلّ مؤمن فى خدمة الجسد كلّه «فأنتُم جَسَدُ المَسيحِ، وكُلُّ واحدٍ منكُم عُضوٌ مِنهُ» (1كور 12: 27). - الفكرة الأساسيّة:
» بل نُعلِنُ الحَقّ فى المَحبَّةِ فنَنمو فى كُلّ شئٍ نَحوَ المَسيحِ الذى هوَ الرّأسُ» (أف 4:15). - الهدف:
– أن يتعرّف المخدومون على مواهب الروح القدس، ومصدرها والهدف منها.
– أن يترسّخ لدى المخدومين أن محبّة الله والقريب هى أفضل الطُرق لبنيان الكنيسة ونيل الخلاص.
الاحتياجات والصعوبات:
– يحتاج المخدومون إلى أن يترسّخ فى وجدانهم أن الأهميّة القصوى ليست فى الموهبة ولكن فى طريقة استخدامها.
– ليس هناك إنسان بلا موهبة، فلنحاول أن نكتشف موهبتنا الخاصّة ونكّرسّها لخدمة البنيان ولصالح الجماعة.
– أن يتخلّص المخدومون من نظرة الحسد لمَن لهم مواهب، لذلك يحتاجون إلى توضيح أن المواهب عطيّة من الروح القدس لأجل الخير العامّ، وأن الروح قد أنعم على كلّ واحد بموهبة خاصّة، فلا أحد بدون موهبةٍ ما، أو نقاط قوّة معيّنة.
– قد تُشكّل موهبة التكلّم بألسنة أو الشفاء صعوبة للمخدومين، وعلى الخادم أن يتعامل مع هذا بحرص. وعليه شرح أن هذه المواهب كان لها ظروف خاصّة وقت كتابة الرسالة، ونلاحظ أن القدّيس بولس يضع موهبة غير المحبّة لله والقريب.
– من الصعوبات المعتادة أن يعتقد المخدومون بأنه ما دامت المواهب من الروح القدس، فنحن موقعنا مفعول به ولا ذنب لنا فى قلّة المواهب، وعلى الخادم توضيح أن القدّيس بولس يقول: إننا كلّنا أعضاء فى جسد واحد، ولا يمكن أن يستغنى الجسد عن عضوٍ فيه، وأن المحبّة هى الاهمّ والأبقى (أنظر اكور 12: 31 – 13: 13).