كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثالثة ” اللقاء السابع “
كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة
الوحدة الثالثة
أمثلة ومعجرات السيّد المسيح
اللقاء السابع
مَثَل “السامرى الصالح”
- النصّ الكتابى:
“وقام أحد عُلماءِ الشَّريعةِ، فقالَ لَهُ لُيحرِجَهُ: يا مُعَلّمُ، ماذا أعمَلُ حتّى أرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟ فأجابَهُ يَسوعُ: ماذا تَقولُ الشَّريعةُ؟ وكيفَ تُفسرُهُ؟ فقالَ الرَّجُلُ: أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلّ قَلبِكَ، وبِكُلّ نَفسِكَ، وبِكُل قُوتِكَ، وبكل فِكركَ، وأحب قَريبَكَ مِثلما تُحِبُّ نَفسَكَ. فقالَ لَهُ يَسوعُ: بالصواب أحببت. اَعمَل هذا فتَحيا. فأرادَ مُعلمُ الشَّريعَة أن يُبررَ نَفسَهُ، فقالَ لِيسوع: ومَن هوَ قَريبى؟ فأجابَهُ يَسوعُ: كلنَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورشليمَ إلى أريحا، فوقَعَ بأيدى اللُّصوصِ، فعَرَّوهُ وضَرَبوُه، ثُمَّ تَرَكوهُ بَينَ حى ومَيتٍ. واَتفَقَ أنَّ كاهِناً نزَلَ فى تِلكَ الطَّريقِ، فلمَّا رآهُ مالَ عَنهُ ومَشى فى طريقِهِ، وكذلِكَ أحَدُ اللاّويّينَ، جاءَ المكانَ فرَآهُ فمال عَنهُ ومَشى فى طريقِهِ. ولكنَّ سامِريا مُسافِراً مَرَّ بِهِ، فلمَّا رَاُه أشفَقَ علَيهِ. فدَنا مِنهُ وسكَبَ زَيتًا وخَمراً على جِراحه وضمدها، ثمَّ حَمَلهَ على دابَّتِهِ وجاءَ بهِ إلى فُندُقٍ واَعتنى بأمرِهِ. وفى الغَدِ أخرَجَ السامِرىُّ دينارَينِ، ودَفعَهُما إلى صاحبِ الفُندُقِ وقالَ لَهُ: اَعتَنِ بأمرِهِ، ومَهما أنفَقتَ زيادَةً على ذلِكَ أُوفيكَ عِندَ عودَتى.
فأىُّ واحدٍ مِن هَؤلاءِ الثلاثةِ كانَ فى رأيكَ قريبَ الذى وقَعَ بأيدى اللُصوصِ؟ فاجابَهُ مُعَلّمُ الشَّريعةِ: الذى عامَلَهُ بالرَحمَةِ. فقالَ لَهُ يَسوعُ: اَذهَب أنتَ واَعمَل مِثلَهُ” (لو 10: 25 – 37).
- إلى خادم الكلمة:
يأتى مَثل السامرى الصالح كردّ يسوع على سؤال معلّم الناموس “مَن هو قريبى”، وهذا المَثل يؤكّد أن الشريعة كلّها تتلخّص فى وصيّتين غير منفصلتين: حُبّ الله وحُبّ القريب، ولكن مَن هو القريب؟
يبدو يسوع كأنه لا يُجيب على السؤال بل على سؤالٍ آخر: كيف أتصرّف مع قريبى؟ أو ماذا يعنى حبّ القريب؟ يسوع يُجيب علميّاً.
لم يهتمّ السامرى بهويّة الجريح، وكانت مساعدته له مجانيّة وكريمة وملموسة، وهذا معنى حبّ القريب. إنه حبّ لا يقوم على الكلام بل على العمل، إن كلّ محتاج هو قريب.
يرى يسوع أن سؤال مَن هو قريبى؟ هو سؤال خاطئ، لأن القريب موجود ومنظور، ما ينقص فعلاً هو العيون التى ترى القريب. المسألة الحقيقيّة هى المسافات والحدود الباطنيّة التى نضعها بيننا وبين الناس. علينا أن نتصرّف كالسامرى الذى اهتمَّ بالمسافر الجريح دون أن يعرفه.
- الفكرة الاساسية:
“فأىُّ واحدٍ مِن هَؤلاءِ الثلاثةِ كانَ فى رأيكَ قريبَ الذى وقَعَ بأيدى اللصوص؟ فأجابَهُ مُعلمُ الشَّريعةِ: الذى عامَلَهُ بالرحمَةُ” (لو 10: 36 – 37أ)
- الهدف:
- أن يدرك المخدومون أن محبّة الله والقريب حقيقتان لا تنفصلان.
- وأن أسمىَ تعبير عن المحبّة هو الفعل العملى (الرحمة) لصالح القريب.
- الاحتياجات والصعوبات:
- يحتاج المخدومون إلى التشجيع للخروج من الخوف من الغرباء، وقبول المختلفين عنهم.
- بسبب كثرة أخبار الحوادث، يميل الناس إلى العزلة والانغلاق، فلا بدّ من إبراز أمثلة لتصرّفات إيجابيّة من الآخرين ومعهم.
- يحتاج المخدومون إلى تنمية روح المجانيّة، لذلك لا بدّ من التركيز على حقيقة “هنيئًا للرُحماءِ، لأنَّهُم يُرحمونَ” (مت 5: 7).
- يحتاج المخدومون إلى التذكير بأهميّة العمل الإيجابى لصالح الىخرين، والغرباء أو البعيدين الذين نقابلهم كلّ يوم، وذلك عن طريق التركّيِز على حقيقة “ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا آباكم الذى فى السموات”.
- تُسيطر على المجتمع روح المنفعة والمصلحة الشخصيّة، فلا بدّ أن يلفت الخادم الانتباه إلى تعاليم المسيح خاصّةً: “فإن أحبَبتُم مَن يُحبُّونكُم، فأىُّ فَضلٍ لكُم؟….” (لو 6: 32).
على الخادم أن يلفت نظر المخدومين إلى أن المعنى الصحيح لمحبّة الآخر هو العمل لصالحه، وليس مجرّد عاطفة تظهر فى كلامٍ معسول