stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة- الإعداديّة – الوحدة الرابعة ‏” اللقاء الأوّل ‏”

684views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الأوّل

القداسة

  • النصّ الكتابىّ:

“وأمَّا أنتُم فَنَسلٌ مُختاٌر وكَهَنوتٌ مُلوكِىَّ وأُمَّهِ مُقَدَّسَةِ وشَعبٌ اَقتَناهُ الله لإعلانِ فَضائِلِهِ، وهوَ الذى دَعاكُم مِنَ الظُّلمضةِ إلى نورِهِ العَجيبِ. وما كُنتُم شَعبًا مِن قَبلُ، وأمَّا اليومَ فأنتُم شَعبُ الله. كُنتُم تَنالونَ رَحمَةَ الله، وأمَّا الآنَ فنِلتُموها” (1بط 2: 9 – 10).

  • إلى خادم الكلمة:

يُستعمَل لقب “قدّيسين” فى العهد الجديد للدلالة على المسيحيّين، فقد أطلقت هذه التسمية على أعضاء الجماعة الأولى فى أورشليم التى حلّ عليها الروح القدس “فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وأخذوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على قَدرِ ما مَنَحهُمُ الرُّوحُ القُدُسِ أن ينطلِقُوا” (أع 2: 4)، ثُمَّ امتدّ استعمال اللّقب ليشمل المسيحيّين فى فلسطين، ثُمَّ جميع المؤمنين بالمسيح فى كلّ المسكونة.

يشترك المسيحى فى قداسة الله بعمل الروح القدس ويكوّن المسيحيّون الأمّة المقدّسة والكهنوت الملوكى والهيكل المقدّس (أنظر 1بط 2: 9- 10)، وعليهم أن يؤدّوا لله العبادة الحقيقية بتقديم ذواتهم ذبيحة مقدّسة لله “فأُناشِدكُكُم، أيُّها الإخوةُ، بِرأفَةِ الله أن تَجعَلوا مِن أنفُسِكُم ذَبيحةُ حَيَّةً مُقدَّسَةً مَرضِيَّةً عِندَ الله. فهَذِهِ هِىَ عِبادَتُكُمُ الروحِيَّةُ” (روم 12: 1)، “فلو سَفَكتُ دَمى قُربانًا على ذَبيحَةِ إيمانِكُم وخِدمَتِه، لَفَرِحتُ واَبتَهَجتُ مَعكُم جميعاً” (فى 2: 17).

إن قداسة المسيحيّين ناتجة عن دعوة الله “إلى جميعِ أحبّاءِ الله فى رومَةَ، المَدعُوّينَ ليكونوا قِدّيسينَ: علَيكُم النّعمةُ والسَّلامُ مِنَ الله أبينا ومِن رَبنا يَسوعَ المَسيحِ” (روم 1: 7)، وهذه الدعوة تتطلّب قَطع الصلة بالخطيئة والتصرّفات الوثنيّة “وهل مشيئةُ الله إلاّ أن تكونوا قِديسينَ، فتَمتنعِوا عَنِ الزّنى” (1تس 4: 3).

يقوم الروح القدس بالدور الرئيسى فى تقديس المسيحى، فهو الذى كان يغمر الكنيسة الأولى بالعطايا والمواهب للخدمة الروحيّة، ويقول بولس الرسول فى (1 كور 6: 11): “كانَ بَعضُكُم على هذِهِ الحالِ، ولَكنَّكُم اَغتسَلتُم، بَل تَبَرَّرتُم باَسمِ الرَّبّ يَسوعَ المَسيحِ وبِروُحِ إلَهِنا”، وعلى خلاف ذبائح وعبادة العهد القديم التى لم تكن تُطهّر إلاّ خارجيّاً، فإن ذبيحة المسيح تقدّس المؤمن بالحقّ “مِن أجلِهِم أُقدسُ نَفسى حتّى يتَقدَّسوا هُم أيضاً فى الحقّ” (يو 17 : 19)ن مانحةً لهم القداسة الحقيقيّة، فيشترك المسيحيّون فى حياة المسيح القائم من الأموات بالإيمان والمعموديّة، فيُصبحون مقدّسين فى المسيح بحلول الروح القدس عليهم “أما تَعرِفونَ أنَّكُم هَيكَلُ الله، وأنَّ رُوح الله يَسكُنُ فيكُم؟ فمَن هدَمَ هَيكَلَ الله هَدمَهُ الله، لأنَّ هَيكَلَ الله مُقَدَّسٌ، وأنتُم أنفسُكُم هذا الهَيكَلُ” (1كور 3: 16 – 17).

إن القداسة وهى دعوة من الله لا تزال فى مرحلة الكفاح ضدّ الخطيئة، وسوف يتمجّد الربّ يسوع فى قدّيسيه “عندَما يَجئُ فى ذلكَ اليومِ ليتَمَجَّدَ فى قِدّيسيهِ ويَعجَبَ مِنهُ جميعُ المُؤمِنينَ بِه، وأنتُم أيضاً، لأنَّكُم صَدقتُم شهادَتَنا” (2تس 1: 10)، ولا شكّ أن هذا هو غاية الدعوة للقداسة.

إذاً القدّيس هو شاهدٌ ليسوع المسيح، والقدّيس يُظهر لنا رحمة الله وحبّه للبشر، ومن المهمّ أن يكتشف المخدومون أن هؤلاء القدّيسين هم بشرٌ بطريقته لقداسة الله ورحمته وحبّه.

كذلك كلّ قدّيس يحتاج مثلنا إلى جماعةٍ، ووقتٍ، وأحداث تساعده على الوصول إلى معرفة محبّة الله، وقبول نعمته فى حياتنا.

لا تقوم حياة القداسة فقط فى صنع المعجزات العظيمة، بل أساساً فى القيام بأعمال الرحمة والواجبات اليوميّة بمحبّة كبيرة.

القداسة لا تتحقّق فى حياتنا بالاعتماد على ذواتنا. فالدعوة للقداسة موجّهة لنا من الله وهو وحده القادر على أن يُعيننا أن نصير قدّيسين، فهو يعضّدنا بالروح القدس.

إن القداسة هى نعمة من الله معطاه لنا دون استحقاق منّا، لكنها تتطلّب القبول، وتتطلب التخلّى عن كلّ ما يُبعدنا عن محبّة الله.

والدعوة للقداسة موجّهة لنا منذ معموديّتنا، وتتطلّب منّا أن نقبل الروح القدس فى حياتنا حتّى يجعلنا خليقةً جديدةً فى المسيح.

  • الفكرة الأساسيّة:

“كونوت قِدّيسينَ لأنى أنا قُدُّوسٌ” (1بط 1: 16).

  • الهدف:
  • أن يُدرك المخدوم ما هو معنى القداسة الحقيقيّة، وأنها غير مستحيلة إذا عشناها معتمدين على نعمة الله.
  • وأن يعيش هذا المعنى فى حياته كما عاشها السيّد المسيح من قبله، وأن يتبع المسيح بفرح.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • يحتاج المخدومون إلى تأكيد أن القداسة ليست خاصّة بالرهبان والراهبات والكهنة، بل على العلمانى أن يسعى إليها، قهى دعوة لكلّ مُعَمّد، فالمسيحىّ مدعو لأن يكون تلميذاً حقيقيّاً لليسوع المسيح، وما القداسة شئ غير ذلك.
  • يحتاج المخدومون إلى تعديل الفكرة المنتشرة عن القدّيسين، حيث أن القدّيس يتعرّض للتعذيب ويستشهد، هذا ليس شرطاً، بل الشرط هو الأمانة فى حياته متّبعاً خُطى السيّد المسيح.
  • المعجزات المُبهرة ليست مقياساً للقداسة بل المحبّة، والقدّيس بولس يقول “ولَو وهَبَنى الله النُبوَّةَ وكُنتُ عارِفاً كُلَ سِرّ وكُلَ عِلمِ، ولىَ الإيمانُ الكامِلُ أنقُلُ بِه الجِبالَ، ولا مَحبَّةَ عِندى، فما أنا بشَئٍ. ولَو فَرَّقتُ جميعَ أموالى وسَلَّمتُ جَسَدى حتّى أفتَخِر، ولا مَحبَّةَ عِندى، فما يَنفَعُنى شئٌ” (1كور 13: 2 – 3).
  • لا أحد يتصرّف بغرض أن يُقال عنه إنه قدّيس، لأن الإنسان الذى يتصرّف بهذه الطريقة يبعد عن القداسة التى تتطلّب المجانيّة والتواضع.
  • الإعلان الرسمى فى الكنيسة الكاثوليكيّة عن قداسة شخصٍ ما له شروط صارمة ودقيقة، ولا يُدعى أحد قدّيساً إلاَّ بعد انتقاله، ولا بدّ من التحقيق والتحرّى الدقيق لحياته وأقواله وافعاله….
  • يجب أن نتجنّب عرض حياة القدّيسين كأنها بلا عيب ولا أخطاء، ونتجنّب عرض سهولة قبول الدعوة للقداسة، وأن حياة القدّيس كانت بلا عوائق أو مشاكل، لأن تقديم حياة القدّيس بهذه الطريقة يُدخِل المخدومين فى يأسٍ من موضوع القداسة، أو يقود إلى اللاّمبالاة تجاه دعوة القداسة، وقد يعتقد أن الدعوة غير موجّهة إليه.
  • نقطة إنطلاق مقترحة:

عرض ومناقشة فيلم: “سرّ الميرون”، ويمكن الحصول عليه من : “معهد التربية الدينيّة” بالسكاكينى