stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الرابعة ” اللقاء الثانى “

758views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الرابعة
شخصيات كتابيّة وسيَر قدّيسين

اللقاء الثانى  

 

قايين وهابيل

  • النصّ الكتابىّ:

” وَمرَّت الأيّامُ فقَدَّمَ قاييُن مِن ثَمَر الأرضِ تَقدِمَةً للِرّبّ، وقَدَّمَ هابيلُ أيضاً مِن أبكارِ غنَمِهِ ومِن سِمانِها. فنظَرَ الرّبُّ برضًى إلى هابيلَ وتَقدِمتِهِ، أمَّا إلى قايينَ وتَقدِمتِهِ فما نظَرَ برضًى، غفَضِبَ قايينُ جدّاً وعبَسَ وجهُهُ.

وقالَ قايينُ لِهابيلّ أخيهِ: هيَّا لنَخرُج إلى الحقلِ. وبَينَما هُما فى الحقلِ هجمَ قايينُ على هابيلَ أخيهِ فقَلتَهُ. فقال الرّبُّ: ماذا فَعلتَ؟ دّمُ أخيكَ يصرُخ إلىَّ مِنَ الأرضِ. والآن، فمَلعونٌ أنتَ مِنَ الأرضِ التى فتَحت فَمَها لِتقَبلَ دم أخيك مِن يَدكَ. فهىّ لن تُعطيَكَ خصبَها إذا فلَحتَها، طريدًا شريداً تكونُ فى الأرضِ” (تك 4: 3- 5، 4: 8 – 12).

  • إلى خادم الكلمة:

مع قصّة قايين وهابيل، تظهر إلى الوجود قضيّة الإنسان البار المتألّم، وعندما يُقدّمها الكتاب المقدّس فى بداية الخليقة فهو يُريد أن يشرح لنا صفة عامّة من صفات المجتمع البشرى فى مختلف الأجيال، ونقصد الخصومة بين البشر، رغم أنهم أخوة منحدرون من أصلٍ واحد، وهذه الخصومة بين البشر تُؤدّى إلى الصدام المستمرّ بينهم.

وعندما يقبل الله تقدمة هابيل، ويرفض تقدمة قايين، فهذا لا يعود إلى موضوع التقدمة، بل يعود إلى الاستعدادات الداخليّة لشخص المقدّم، يمثّل هابيل البار الذى يجد الله مسرّته فيه، ولكن الشرير يتربّص به ليقتله “ويكمُنُ كالاسدِ فى عَرينِهِ، يكمُنُ لِيَخطَفَ المَساكينَ، يَحطَفُهُم ويُمسِكُهُم بِشركِةِ. هكذا يَرتَمُونَ وهُم ضُعَفاءُ ويَنحنونَ ويسقُطونَ فى قبضَتِهِ. ويقولُ فى قلبه: نَسيَنى اللهُ، وحَجبَ وجهَةُ فلن ينظُرَ” (مز 10: 9 – 11).

ولا يزال دمّ الأبرياء الذى سُفِكِ منذ بداية العالم يصرخ من الأرض إلى الله طالباً الانتقام “فقالَ لهُ الرّبُّ: ماذا فَعَلتَ؟ دَمُ أخيكَ يصرُخ إلىَّ مِنَ الأرضِ” (تك 4: 10).

إن حالة يسوع تُمثّل التطبيق الأقصى لهذا القانون الظالم، فيسوع البار القدّوس حَكم عليه رؤساء الكهنة والكتبة بالموت، وليس هم فقط المسؤولين عن هذا العار، بل العالم كلّه حيث لا يزال يُحكم بالموت على الأبرياء (أنظر رؤ 16: 6، 18: 24).

ومع هذا فإن الوضع الذى أحدثه قتل هابيل البار، قد تبدّل فى شخص يسوع، الذى يُطهّرنا دمّه من كلّ خطيئة “مِن يَسوعَ وَسيطِ العَهدِ الجَديدِ، من دَمِ مَرشوشٍ أفصَحَ مِن دَمِ هابيلَ”  (عب 12: 24)، وهو لا يطلب الانتقام بل يلتمس الرحمة والمغفرة لَمن قتلوه “فقالَ يَسوعُ :اَغفِر لهُم يا أبى، لأنَّهُم لا يَعرِفونَ ما يَعمَلونَ” (لو 23: 34).

  • الفكرة الأساسيّة:

قايين يقتل أخاه، ويدّعى بأنه لا يعرف أين هو، ودمّ هابيل والأبرياء يصرخ إلى الله.

  • الهدف:
  • أن يتعرّف المخدومون على المعنى الحقيقى لقصّة قايين وهابيل.
  • أن يتساءل المخدوم داخليّاً هل أنا قايين أم هابيل؟
  • بهذا يعى المخدومون أهميّة أفعالهم وتصرّفاتهم مع إخواتهم والمحيطين بهم.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • على الخادم أن يوضّح للمخدومين أن الله لم يرفض تقدمة قايين لأنها سيئة، ولكن لأن قايين قلبه لم يكن مع الله، فهو لا ينظر إلى تقدمتنا بل إلى قلوبنا.
  • يحتاج المخدومون إلى فَهم العلاقة بين قصّة قايين وهابيل، وصَلب السيّد المسيح وموته، واستمرار ظُلم الابرياء إلى اليوم.
  • يحتاج المخدومون إلى طرح أسئلة تُساعدهم على قراءة تصرّفاتهم على ضوء هذه القصّة، مثل: هل تتذكّر موقفاً قُمت فيه بدور قايين؟ بدور هابيل؟ كيف؟ اضرب مَثل. مَن هم الأشخاص الذين تعرفهم، تصرّفوا مثل قايين أو هابيل؟

لا يتوقّف الخادم عند مجرّد الوصف، بل يُشجّع المخدومين على الإعلان عن تعهدات، أو اتّخاذ مواقف عمليّة، تُبعدنا عن سلوك قايين تجاه بعضنا البعض.