stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثانية ‏ “اللقاء الثالث “

737views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثانية

زمن الصوم الكبير والآلام والقيامة

اللقاء الثالث

 

تطهير الهيكل

  • النصّ الكتابىّ:

“وجاؤُوا إلى أُورُشليمَ، فدخَلَ الهَيكَلَ وأخَذَ يَطرُدُ الذينَ يَبيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ، وقَلَبَ مناضِدَ الصَيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَة الحَمامِ، ومنَعَ كُلَ مَن يَحمِلُ بِضاعَةً أن يمُرَّ مِن داخِلِ الهَيكَلِ. وأخَذَ يُعلّمُهُم فيَقولُ: أما جاءَ فى الكتِاب: بَيتى بيتُ صلاةٍ لجَميعِ الأُممِ، وأنتُم جَعلتُموهُ مَغارةَ لُصوصٍ؟
وسَمِعَ رُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشَّريعَةِ هذا الكلامَ، فتَشاوروا كيفَ يَقتُلونَهُ، وكانوا يَخافونَهُ لأنَّ الشَّعبَ كانَ مُعجَباً بِتَعليمِهِ. وعِندَ المساءِ خَرجوا مِنَ المدينةِ” (مر 11: 15 – 19).

  • إلى خادم الكلمة:

إن حدث تطهير الهيكل لم يتمّ فى الجزء المخصّص للكنهة فى الهيكل، المُسمّى “القُدس”، بل تمّ فى الجزء المخصّص للأمم المُسمّى “رواق الامم” حيث يستطيع أى إنسان أن يدخل، ويُحوّل الفضة، ويشترى ويبيع ما يحتاجه الحجّاج الذين يأتون من كلّ مكان، بالإضافة إلى أن هذا المكان كان ممراً مختصراً للذهاب إلى أحياء المدينة.
لماذا طرد يسوع الباعة؟ هناك تفسير يقول أن يسوع أراد بذلك أن يمنع التجارة والبيع والشراء فى هذا المكان.
ولكن يوجد تفسير آخر يعتمد على النبوءة الواردة فى أرميا 7: 4، ثُمَّ 8 – 11: “لا تَتَّكِلوا على قولِكُم: هيكَلُ الرّبّ! هيكَلُ الرّبّ! هيكَلُ الرّبّ!… ولكِنَّكُم تتَّكِلونَ على كلامِ لا فائِدَةَ فيهِ فتَخدَعونَ أنفُسَكُم. أتَسرِقونَ وتَقتُلونَ وتَزنونَ وتَحِلفونَ بَينَ يَدَىَ فى هذا البَيتِ الذى دُعىَ باَسمى هلى صارَ مَغارةً لِلُّصوصِ أمام عُيونِكُم؟ بل أنا رأيتُ ذلِكَ يقولُ الرّبُّ”.
إن الشعب اليهودى كان يبحث عن الأمان فى هيكل الربّ ويقدّمون الذبائح، ويقيمون الاحتفالات. ولكن أرميا يجيبهم: الله معكم إذا كنتم معه، إذا تممتم إرادته، ولا تتكلوا على كلمات فارغة: هيكل الربّ، هيكل الربّ، ولكن إذا أصلحتم طرقكم حينئذ أكون معكم فى هذا المكان.
عبادة الهيكل كاذبة، لأنها اعطت أماناً للشعب وهو لا يرجع للربّ، وهذه النبؤة لا تتّهم الذين يتاجرون فى هيكل الربّ بأنهم لصوص، بل تقابلهم بلصوص يبحثون عن ملجأ أو مغادرة حتّى يكونوا بمأمن من العقاب بسبب أعمالهم الرديئة.
إذاً يقوم المسيح بهذه الخطوة حتّى يتخلّص الشعب من الإحساس بالأمان الكاذب، فالناس ترتكب كلّ الآثام ثُمَّ يأتون للبحث عن الأمان فى الهيكل، بتقديم العبادة الشكليّة لله. لذلك يصبح اليهود مثل اللّصوص فى المغادرة، والنبؤة واضحة فى رفض العبادة الكاذبة التى تُعطى أماناً كاذباً.
هذا بالإضافة إلى أن السيّد المسيح يُريد قداسة الهيكل كلّه بما فيه المكان المخصّص للأمم الوثنيّين (راجع ملاخى 3: 1 -5، وأيضاً زكريّا 14: 21).
فى زمن المسيّا سيكون كلّ شئ مقدّس فى أرض إسرائيل، وشدّد أشعيا على طابع الشمول “والغُرباءُ الذينَ يَنتمونَ إلىَ أنا الرّبُّ ليَخدِمونى ويُحِبُّوا اَسمى ويكونوا لى عبيداً ويُحافِظوا على السَّبتِ فلا يُدَنّسوهُ، ويتَمسَّكوا بعَهدى” (أش 56: 6).
هذا يدلّ على فهم يسوع العميق للعبادة والمقدّسات، وسلطانه على الهيكل، أمّا عظماء الكهنة فقد كانوا يبحثون كيف يهلكونه، أمّا الشعب العادى فقد بُهت من تعاليمه.

  • الفكرة الأساسيّة:
    “وأخَذَ يُعلّمُهُم فَيقولُ: أما جاءَ فى الكِتابِ: بَيتى بيتُ صلاةٍ لِجَميعِ الاُمَمِ، وأنُتم جَعلتُموهُ مَغارةَ لُصوصٍ؟” (مر 11: 17).
  • الهدف:
    – أن يتعرّف المخدومون على تصرّف يسوع ومعنى هذا التصرّف، وهو ما نسميّه الاعمال النبويّة الرمزيّة، مثل ما جاء فى دخول المسيح إلى أورشليم، وما جاء فى سفر أرميا (راجع أرميا 19).
    – أن يترسّخ فى اذهان المخدومين أن الله لا تهمّه العبادة الشكليّة الخارجيّة، بل يهمّه ما هو فى قلب الإنسان ويُترجَم إلى أفعال وتصرّفات.
  • الاحتياجات والصعوبات:
  • قد يتساءل المخدومون عن العنف الذى يبدو فى النصّ، وعلى الخادم أن يوضّح أن يسوع يقوم بعملٍ رمزىّ له معناه فى نصوص العهد القديم، بالإضافة إلى أن المسألة هامّة جدّاً وهى تمسّ جوهر العلاقة بالله، فالعبادة الكاذبة تُعطى أماناً كاذباً، لذلك أراد يسوع ان يشدّ انتباه الناس، ليغيّروا مواقفهم. وعلى كلّ حال لم يكن العنف موجّهاً إلى أشخاص بل إلى أدوات.
  • يُدير الخادم حواراً مفتوحاً مع المخدومين ويسألهم عن العبادة الكاذبة اليوم، وكذلك الأمان الكاذب. ويتساءل: هل نحن مختلفين فى سلوكنا عن شعب العهد القديم؟
  • من صعوبات هذا اللّقاء أن يتوقّف المخدومون عند بعض الكلمات القاسية مثل “مغارة اللّصوص”، وعلى الخادم توضيح أن هذه صورة لتوضيح الخطا الذى يرتكبه اليهود، وليس اتّهاماً للناس الذين يبيعون ويشترون بأنهم لصوص. فهم لا يسلكون كما يليق ويأتون للاحتماء بالهيكل وتقديم بعض التقدمات والصلوات ويتوقّفون عند هذا الحدّ.

من الصعوبات المعتادة فى اللّقاءات الحديث عن الموضوع أو الموقف كأنه بعيد عنّا، وعلى الخادم أن يركّز على فكرة أننا اليوم يُمكن أن نفعل نفس الافعال، ونعتقد أن الله لا بدّ أن يسمعنا ويقف معنا، فنحن نشارك فى القدّاس والصلوات كلّها، ولا بدّ أن ذلك يحمينا، ونحتاج لسماع صوت المسيح اليوم يقول لنا “هذه العبادة شكليّة لا تعطى أماناً حقيقيّا”.