stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

كل واحد منّا أعطى نصيبه من النعمة – الأب وليم سيدهم

356views

من يستطيع أن يعلن أنه لم يتقبل من الله أي سيء؟ وما هي النعمة؟ النعمة هي الهدية أو هي الهبة المجانية التي يعطيها الله لكل واحد منا. المجانية هي الصفة المطلقة لعطايا الله. إنها بدون مقابل، وبدون حساب، بل هي مجردة من أي شروط سابقة من الله العاطي جل جلاله.

إن عطية الحياة مثلًا أن تولد في هذا العالم هذه الولادة هي دعوة إلى الوجود من خلال الأب والأم وحبهما بعضهما لبعض، هذا الحب الذي زرعه الله في قلب كل منهما.

وما معنى “أعطى نصيبه من النعمة” نعتقد أن هذا النصيب هو ملء النعمة لكل شخص بحيث لا يحتاج إلى أكثر من هذا النصيب لكي يعيش حياة مطمئنة هادئة، وإذا قارنا هذه العطايا الذي يغدقها علينا مع مثل الوزنات أو مثل الوليمة في الكتاب المقدس، فإننا نجد أن أصحاب الخمس وزنات وأصحاب الوزنتين، أدركا أن نعمة الله تنمو وتزداد بين يدي المؤمن الواعي بهذا القدر من السخاء. أما صاحب الوزنة الواحدة، فهو كل واحد فينا حينما يرفض عطية الله بأي حجة، وللأسف حجة صاحب الوزنة كانت نعت الله بصفات بذيئة وغير مهذبة، لا بل كانت صورة مشوهة للغاية تتم عن رفض مطلق لله ولعطاياه. “عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.” (مت 25: 24)

هذه الصورة الشيطانية التي وصم بها صاحب الوزنة الواحدة الله تعالى، تعبر أيضًا عن مدى تغلغل الفكر الشيطاني إلى نفسه، وتقترب هذه الصورة من الصورة التي رسمتها الحية لحواء عن الله في الجنة “بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».” (تك 3: 5)

إنها رغبة مريضة في الإستقلال عن مصدر الحياة، وإنكفاء على الذات بوهم أنه لا يحتاج إلى الله. هكذا نقابل ثمن العطايا المجانية التي يعطيها لنا الله فنحولها إلى سِبة في وجه الله. ولكن هيهات أن يتحول لهذا الوهم البشري إلى حقيقة محيية، فهو – على العكس – رغبة في الموت كمدًا، نتيجة الصور الخاطئة عن الله أبي العطايا وواهب القدرات والإمكانيات لأبناءه البشر.

لنطرد الشيطان من قلوبنا ولا ندع له مكانًا يخرب منه كينونتنا ويبعدنا عن مصدر الحياة وهو الله أبينا.