stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

صلاة التبشير الملائكي - قداسة البابا فرنسيس

كلمة قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد 21 يونيو 2020

398views

كلمة قداسة البابا فرنسيس

صلاة التبشير الملائكي

الأحد 21 يونيو / حزيران 2020

ساحة القدّيس بطرس

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

يتردّدُ في إنجيل هذا الأحد (متى 10، 26- 33) صدى الدعوة التي يوجهّها يسوع لتلاميذه كي لا يخافوا، وأن يتحلّوا بالقوّة والثقة إزاء تحدّيات الحياة، محذّرًا إياهم من المحن التي تنتظرهم. يشكل المقطع الإنجيلي اليوم جزءًا من الخطاب الإرسالي الذي يُعدُّ المعلمُ من خلاله الرسلَ للخبرة الأولى لهم في إعلان ملكوت الله. يحثّهم يسوع على “ألّا يخافوا”، لأن الخوف هو من ألدّ الأعداء في حياتنا المسيحيّة. يسوع يحثّهم قائلًا: “لا تخافوا”، “لا تخافوا”، ويصف ثلاث حالات ملموسة سوف يواجهونها.

سوف يواجهون أولاً، الحالة الأولى التي هي عداوة الذين يرغبون في إسكات كلمة الله فيحلّونها ويخففونها أو يسكتون الذين يبشّرون بها. في هذه الحالة، يشجّع يسوع الرسل على نشر رسالة الخلاص التي أوكلها إليهم. إلى الآن كان يسوع ينقلها بحذر وفي الخفاء تقريبا في جماعة التلاميذ الصغيرة. أمّا هم فينبغي عليهم أن يبشّروا بإنجيله “في وَضَحِ النَّهار”، أي جهارًا​​، ويعلنوا “على السُّطوح” –هذا ما قاله يسوع-، أي علنًا​​.

أما الصعوبة الثانية التي سيواجهها المبشّرون بالمسيح فهي التهديد الجسديّ ضدهم، أي الاضطهاد المباشر ضد شخصهم، وصولا إلى القتل. لقد تحقّقت نبوءة يسوع هذه في جميع الأزمنة: إنه واقع مؤلم، لكنه يشهد على أمانة الشهود. كم من المسيحيّين يُضطهدون اليوم في جميع أنحاء العالم! وأن تألموا من أجل الإنجيل وبمحبّة، فهم شهداء اليوم. وباستطاعتنا أن نقول بكلّ تأكيد أن عدد المسيحيين المضطهدين اليوم هو أكبر من شهداء السنوات الأولى: الكثير من الشهداء، لمجرّد كونهم مسيحيّين. وقد أوصى يسوع تلاميذَ الأمسِ وتلاميذَ اليوم الذين يعانون من الاضطهاد قائلًا: “لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفْس” (آية 28). وبالتالي يجب ألّا نخاف من الذين يحاولون إخماد القوّة التبشيرية بالغطرسة والعنف. فهم في الواقع، عاجزون عن عمل أيّ شيء ضدّ النفس، أي ضدّ الشركة الروحيّة مع الله: هذه الشركة، لا يمكن لأحد أن ينزع هذه الشركة من التلاميذ، لأنها عطية الله. الأمر الوحيد الذي يجب أن يخافه التلميذ إنما هو فقدان هذه العطية الإلهية -أي قرب الله وصداقته-، والتخلّي عن العيش حسب الإنجيل، مسبّبًا لنفسه بالتالي الموت الأخلاقي، الذي هو نتيجة الخطيئة.

يحدّد يسوع النوعَ الثالث من المحن الذي سيواجهه الرسل، في الشعور الذي قد يختبره البعض بأن الله نفسه قد تركهم، وأنه بعيد وصامت. في هذه الحالة أيضًا يحثّنا يسوع على ألّا نخاف، لأنه على الرغم من هذه المصاعب وغيرها، فإن حياة التلاميذ هي في يدي الله، الذي يحّبنا ويحمينا. إننا معرضون لهذه المحن الثلاث: تحليّة الإنجيل أو تخفيفه؛ الثانية، الاضطهاد؛ والثالثة، الشعور بأن الله قد تخلّى عنّا. لقد عانى يسوع أيضًا من هذه التجربة في بستان الزيتون وعلى الصليب: “أبتي، لماذا تركتني؟” يقول يسوع. أحيانًا نشعر بهذا الجفاف الروحي. يجب ألّا نخاف منه. إنّ الآب يعتني بنا، لأن قيمتنا عظيمة في عينيه. ما يهمّ هو الصراحة، والشجاعة في الشهادة، شهادة الإيمان: “الشهادة ليسوع أمام الناس”، والمضيّ قدمًا ونحن نصنع الخير.

لتساعدنا العذراء مريم الكلّية القداسة، مثال الثقة وتسليم الذات لله في ساعة الشدائد والمخاطر، كي لا نستسلم لليأس أبدًا، بل نثق به دائمًا وبنعمته، لأن نعمة الله هي على الدوام أقوى من الشرّ.

صلاة التبشير الملائكي

بعد صلاة التبشير الملائكي

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

احتفلت الأمم المتّحدة أمس باليوم العالمي للاجئين. وقد أبرزت الأزمةُ التي سبّبها الفيروس كورونا الحاجةَ إلى تأمين الحماية اللازمة للاجئين أيضًا، كيما تضمن كرامتهم وسلامتهم. أدعوكم للانضمام إلى صلاتي من أجل التزام متجدّد وفعّال من قِبَل الجميع لصالح حماية فعّالة لكلّ إنسان، ولا سيما للذين أجبروا على الهروب بسبب الخطر الشديد الذي كان يهدّدهم أو يهدّد أسرهم.

لقد جعلتنا هذه الجائحة نتأمّل في جانب آخر وهو العلاقة بين الإنسان والبيئة. إن العزل الصحي قد قلّل من التلوّث وسمح بإعادة اكتشاف جمال العديد من الأماكن الخالية من الازدحام والضوضاء. والآن، مع استئناف الأنشطة، يجب أن نكون جميعًا أكثر مسؤولية في رعاية بيتنا المشترك. إنني أقدر المبادرات العديدة، في كلّ جزء من العالم، والتي ولدت “من الأسفل” وتسير في هذا الاتجاه. هناك اليوم في روما، على سبيل المثال، مبادرة مخصّصة لنهر التيبر. ولكن هناك الكثير من المبادرات في أماكن أخرى! عسى أن تحثّ هذه المبادرات على مواطنيّة أكثر إدراكًا لهذا الخير العام الأساسي.

نحتفل اليوم في وطني، وفي أماكن أخرى، باليوم المخصّص للأب، للآباء. إني أؤكّد قربي وصلاتي من جميع الآباء. نعلم جميعًا أن دور الأب ليس بالأمر السهل! ولذا فنحن نصلّي لهم. وأذكر بشكل خاص أيضًا آبائنا الذين ما زالوا يحموننا من السماء.

أتمنّى للجميع أحدًا مباركًا. من فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي. غداء هنيئًا وإلى اللقاء!

***********