كم آتاكم بسحر البيان – الأب وليم سيدهم
إن البشارة بالإنجيل في متناول جميع المؤمنين، إلا أن مفهوم البشارة غالبًا ما ينحرف عن هدفه الأول الذي هو نقل الإيمان بيسوع إلى آخرين. وقد تكون مدارس الأحد كما نسميها في مصر هي المكان المناسب لتنشئة الأطفال ونقل ما لدينا نحن الكبار من إيمان بشخص يسوع إلى الصغار أو المراهقين أو الجامعيين.
ويؤكد القديس بولس هذا المفهوم وهو يخاطب أهل كورنثوس في رسالته الأولى لهم ” وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ، لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا“. (1كو 2: 1- 2)
فالقديس بولس إذن لم يستعرض مهاراته اللغوية، أو الألاعيب المنطقية التي تسحر السامعين، لا بل ولا حتى استخدام الأقوال العظيمة للفلاسفة والحكماء. ولكن وضع بولس الرسول نصب عينيه يسوع المسيح فقط، لا بل يسوع المسيح المسيح المصلوب، هذا هو أسلوب وكيان الذي يبشرنا بالمسيح، أن يكون قد لبس المسيح والمسيح مصلوبًا وهو يتحدث عن سر الله.
ويضيف بولس بأي روح كان يتحدث قائلًا: “وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ.” (1كو 2: 3- 5)
هل نحن نأخذ في الإعتبار، مثل القديس بولس حالتنا النفسية ووضعنا الروحي الشخصي الذي يعتنق المسيح؟ هل نتحدث للآخرين بخوف ورعدة أم ببجاحة الواثق من نفسه المتكل على قواه الشخصية، الذي يمتلك مهارة الحديث المُرسل الفارغ الذي لا معنى له إلا سحر السامعين من الأطفال أو البالغين.
إن الذي يحمل مسئولية تكوين الأطفال الصغار علي معرفة سر الله وعلى معرفة معنى صليب المسيح، أن يكون سلوكه الطبيعي هو الوداعة والخشوع، استحضار قدرة الله التي تستطيع وحدها التأثير على نفوس وقلوب السامعين بشكل عميق وجذري.
للأسف غالبًا ما تتحول مدارس الأحد أو الاجتماعات تخاطب مشاعر وعواطف الأطفال والشباب ولا تخاطب قلوبهم وعقولهم. فيصبح حينما يكبرون كالأشجار التي ينخز فيها السوس لسطحيتها وغياب القدوة في القول والعمل من قبل القائمين عليها.
نصلي إلى الله واهب كل نعمة أن يقوي إيماننا ويملأنا بالغيرة الإيمانية الحقة، حتى تكون كلمتنا مؤثرة وفيها روح الله.