لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة – الأب وليم سيدهم
لا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة
نعم نحن أفضل من عصافير كثيرة، منذ خلق الله العالم جاء ترتيب الانسان في اليوم السادس بعد أن خلق الشمس والقمر والطيور والزحافات وخلقهم على صورته ومثاله . فمنذ خلق الله الإنسان يحبه ويفضله على كل المخلوقات .
ولكن مع التطورات التى حدثت فى مسيرة الإنسان على الأرض وسيطرة الشر على بني آدم بدا لله أن هناك فريق من الناس يتصرفو ن بطريقة شريرة لا تليق ببنوتهم الى الله , والمسيح جاء لكي ييعيد الثقة للإنسان فى نفسه ويطمئنه على مصيره وحياته شريطة أن تكون عينيه مسلطة على المسيح نفسه.
وأثناء وجوده البشري رأي يسوع بعينيه كيف أن رجال الدين أنفسهم فسدوا وأفسدوا الدين والمؤمنين, وكان أختياره لتلاميذه خطوة هامة لتبصيرهم بالطرق والوسائل الضرورية لعمل مشيئة الله على الأرض, حذر يسوع التلاميذ من خمير الفريسيين ومن مؤامراتهم ضد بناء الملكوت التي جاء يبشر بها وبين لهم أن الآب يحبهم وأن الله قريب بشكل يجعلهم مطمئنين لرعايته طالما أتبعوا خطوات المسيح فى تنوير الناس وشفائهم وخدمتهم. وضرب الأنجيل أمثالًا كتيرة تبين هذه العناية الالهية التى لا تترك شيئًا خارج محبتها وحنانها.
أن الخوف يؤدى الى الإنغلاق على الذات والأبتعاد عن الحياة والقلق المستمر على حياتنا ولم يخلقنا الله لنظل مكتوفي الأيدي خوفًا من الضيقة او من الأعداء بل لكي نبني ونعمر ونبدع ونصنع أشياء بها يكتمل جمال الكون وكمال الإنسان.
لذا يذكر المسيح تلاميذه بما جاء فى مزمور(139 : 2-4) ” أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا.” ويقول أشعياء النبي «لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي.” (إش 43: 1).
فى خضم هذه الحروب والمضايقات والإضطهاد يظل الله ساهرًا على أحبائه, ويبعث الطمأنينة فيهم. إن الحروب والمنازعات كانت دائما موجودة ولكن الله كان أيضا موجود الى جانب من يتقونه, إن المؤمن لا يرهب الموت لأنه يعلم أن رب الحياة سيستقبله فى أي وقت, ولكن المرنم ينشد قائلًا: ” إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ.” (مزمور 27 : 3).
لقد وقف الرب الى جانب الشعب اليهودي ضد فرعون مصر وأخرجهم بذراع قوية من دار العبودية, ومازال الرب من جيل الى جيل ينصر خائفيه ويعضدهم ويستقبلهم إذا استشهدوا هؤلاء الذين صبغوا بلون الحمل المذبوح.
يقول القديس بولس متحديًا الموت والصعاب: “لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.” (رو 14: 8)”, نعم، إن جميع تفاصيل حياتنا تحت نظر الرب ورعايته لخليقته لا حد لها ورغبته هى أن ننطلق ونعيش كما تطير العصافير ولا تخاف شيئًا لأن رعاية الرب لها شيء أكيد.
نعم يا رب, انت حررتنا من الخوف الى الأبد أعطنا أن نضع أيدينا فى أيدك حتى لا نضل الطريق