لا يخجل ولا يصفر وجهه – الأب وليم سيدهم
ينبئنا اشعياء النبي أنه تأتي أيام لا يخجل فيها اسرائيل ولا يصفر وجهه، لأن الله قرر أن يحول جله إلى إقدام، وإصفرار وجهه إلى حُمرة العافية والصحة.
إن إسرائيل هو كل إنسان منا حينما يغبر طريقه من الشر ويختار الخير، ويزوره الرب في أعمق أعماقه وينفض الغبار عن الصورة الجميلة التي خلقه بها الله.
إن إصفرار الوجه هو علامة للخوف والوجل، الخوف الشديد من العقاب أو معاناة الفشل والسقوط، هكذا يتحول إصفرار الوجه إلى إحمرار الصحة والعافية، نظرًا لأن الرب قرر أن ينقذ ابنه من ضربات الدهر، ومن مشقة الطريق والأشواك التي تسد طريقه.
إن هذه الأيام آتية الآن، ونحن نحتفل بأجواء الميلاد، هذه الأجواء التي تتجمد فيها حياة الإنسان ويغطي الثلج اكثر من نصف الكرة الأرضية علامة على النقاء والتطهير الذي يتم في الطبيعة كما في قلب الإنسان التائب إلى الله، هذا الإنسان الذي يخاطبه يوحنا المعمدان قائلًا: “صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».” (مر 1: 3) هذه أيام النعمة، أيام التأمل في سر تجسد ابن الله تضامنًا معنا، أنها الأيام التي يتحقق فيها كلام الملائكة للرعاة: “«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».” (لو 2: 14)
نعم يارب، كم من المرات اصفرت وجوهنا أمام أعدائنا، أمام من لا يريدون لنا خير ، سواء بسبب الغيرة او الحسد، أو الرغبة في الانتقام. كم مرة وجدنا أنفسنا كالفئران في المصيدة، وكالعصفور في فخ الصياد. إننا نتوب على كل خطايانا وعلى كل أنانية تمسكنا بها.
نصرخ أمام مجدك القدوس أن تبيض وجوهنا بدلًا من إصفرارها وأن تضع فيها الابتسامة والفرح عوضًا عن الحزن والخجل.