stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

لخروفي الضال… جاذبيةٌ خاصة-إكليريكي/جوزيف منير

787views

50_02لخروفي الضال… جاذبيةٌ خاصة-إكليريكي/جوزيف منير

” أنا هو الرّاعي الصالح. والرّاعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو10: 11)

أعلم يا إلهي إنَّي من لدنكَ محبوبٌ، فمحبتي منبثقةٌ من ينبوعِ حبِكَ. ولكنَّي ياربُّ ضعيفٌ عاجزٌ أمام تلك المحبَّة الّتي تغمرني بها دومًا، ومن منطلق هذه المحبَّة، اسمح لي بمعاتبتكَ قائلاً: أقمتني راعيًّا على حظيرة خرافكَ، ائتمنتني على رعايتهم، أعطيتني أن ألقبهم بأسمائهم الخاصة، منحتني الثّقة المطلقة في أن يتبعوني، أرسلتني لأكون لهم حياةً أفضل، وضعت فيّ أن أكون راعيًّا صالحًا يحفظ حياة خرافه من خطف الذّئاب وتبديدها، وهبتني سلطانًا لتدبير حياة خرافك… والآن يا سيدي، أين خروفي الضال ؟! لقد انتزعوا خروفي ولا أعلم أين وضعوه، خرجت نفسي منَّي بحثًا عن ضالتي المنشودة، دبروا الشّرَ لي وقرروا أن يبددوا رعيتي، فاقتحموا حظيرتي واقتنصوا أبنائي، والآن ياربُّ……….. 

لماذا أقمتني راعيًّا ؟ ولقبتي صالحًا ؟ 

لماذا سمحتَ لراعيك أن يكون عاجزًا عن حماية خرافه ؟

لماذا جعلتَ الذّئاب أقوى منَّي ؟ ألاَّ تستطيع أن تُرجع خروفك إلى حظيرتكَ ؟ 

أأنت ضعيفٌ إلى هذا الحد ؟!!! وإذا كنتَ تسمح بذلك الضياع،

ففهمني، ماذا تريد؟ وما هي رسالتكَ ؟ آهٍ يا خروفي المُفضل، أين أنتَ ؟ أين أخذوكَ ؟ وماذا فعلوا بكَ ؟ اعلم إنَّهم خطفوك، عذبوكَ، أفسدوا هيكلكَ، فأنتَ ضعيفٌ عاجزٌ محتاجٌ لراعي، وأين الرّاعي ؟ إنَّه أضعف من ضعفكَ، لا يستطيع سوى أن يتألم من أجلكَ !!! فأنا وأنتَ حملانٍ مذبوحانِ؛ أنتَ مذبوحٌ ببغضهم وأنا مذبوحٌ بمحبتكَ. أتساءل كيف لي أن أبذل نفسي عن خرافي ؟ بأن أتكلم، وبماذا أتكلم ؟ وإلى من أوجه كلامي ؟ وهل لكلامي من تأثيرٍ ؟ بأن أصلي، وهل الصلاة كافيةً عن العمل أم إنَّها بديلٌ عن عجز العمل ؟ لقد كنتَ قريبًا منَّي، تتمايل بفرحٍ في حضني، والآن أين أنتَ ؟ قلبي يذرف دمًا على فقدانكَ. أرى السّموات كئيبةً مُلبدةً بالغيوم، حزينةً على ما حدث لخروفي المنشود. إنَّ ما لي من مشاعر أب وقلب راعي وعقل حيّة، لا يستطيع إلاَّ أن يقف صامتًا أمام جازيكَ. هذه رعيتكَ، وأنتَ الرّاعي الأعظم، الذّي يترك التسعةَ والتسعين خروفًا ويبحث عن الضال، فلسان حالي يقول: ربنا موجود… كلُّه للخير.       

إكليريكي/جوزيف منير