stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

لماذا تصلي حنة – الأب وليم سيدهم

926views

لماذا تصلي حنة

إمرأة بلا طفل كالشجرة بلا ثمر، هكذا كانت “حنة” إمرأة تتردد على هيكل أورشليم تصلي بلا إنقطاع إلى الله كي يرزقها طفلًا، لم يكن يعرف الكاهن “عالي” حالة هذه المرأة التي كان يراها تقضي ساعات طويلة في الهيكل، تعجب الكاهن عالى من سلوك هذه المرأة وفكر في نفسه قائلًا: ربما كانت هذه المرأة سكرانة من الخمر وتأتي إلى هنا تفرج عن نفسها.

إنتفضت المرأة وهي تبكي وأخبرت عالي بسبب تواجدها الطويل والمتكرر في الهيكل، وأخبرته أن لديها هموم وتأتي إلى الله لكي يفرج عنها كربها، ثم أضافت إنها تطلب من الله ولدًا ذكرًا وندرت للرب قائلة: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى». (1صم 1: 11) ، ” وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أَنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ».” (1صم 1: 20)

إن الصلاة هي الصلة بين الإنسان وربه، هذه الصلة تتم في أي مكان وزمان. وبما أن الهيكل كان يعني حضور الله الدائم فإن “حنة” ذهبت إلى المكان الذي تستطيع فيه أن تلتقي بصاحب هذا المكان وهو الله.

كثير من الفتيات والسيدات اللاتي حُرمن من نعمة الانجاب، يلجأن إلى العرافين والسحرة وأصحاب الكتب والأحجبة ليصنعوا لهن تعويذة تشجع على الخلف، وفي طول البلاد وعرضها يقطعن هؤلاء السيدات مسافات كثيرة للعثور على مثل هؤلاء الدجالين، ويدفعون مبالغ طائلة.

ونحن نحتاج مرارًا إلى تدخل الله مباشرة في حياتنا للرد على إحتياجاتنا فنلجأ للعرافات والعرافين آملين أن نجد جوابًا على طلبنا.

لكن “حنة” إختارت النصيب الصالح فهي تذهب إلى بيت رب الجنود وملك الملوك لتحكي له معاناتها وتطلب منه معونة، لم تكن “حنة” من هؤلاء النسوة اللاتي يبحثن عن المجد لأنفسهن، بل كانت قد قررت أن تكرس هذا الطفل إذا جاء لخدمة الهيكل، وفعلًا وعدت الله عن طريق الكهنة الموجودين أن تكرس هذا الطفل لخدمته.

ولما حانت الأيام حبلت “حنة” وولدت الطفل “صموئيل”، وظل صموئيل في الهيكل يسهر على خدمة المذبح وزوار المعبد الأورشليمي إلى أن كبر، وسمع صوتًا غريبًا بداخله يدعوه بإسمه فظن أنه الكاهن “عالي” ولكن “عالي” بخبرته وحكمته فهم أن الله ينادي الطفل والطفل لا يفهم بعد صوت الله من صوت “عالي”. فنصحه الكاهن إذا سمع صوتًا أن يقول: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». (1صم 3: 10)، وهكذا من أم مُصلية إلى إبن يُصلي.

نتضرع إلى الرب القدير مثل “حنة” أن يخصب أرضنا وأن لا يحرمنا من بركته اليوم وكل يوم.