stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ليكون فرحكم كاملاً – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

يتناوب الفرح و الحزن على الإنسان كما يمارس الشهيق و الزفير ، إلا أن الفرح و الحزن هما حالتان ‏نفسيتان و شعوريتان يعبران عن التوجه الكامل لشخصية الإنسان فى لحظة محددة و لو أخذنا “الفرح” فهو ‏حالة يشعر فيها الإنسان بقدر من الإسترخاء و السكينة و يلونان نظرة الإنسان للحياة التى تنساب بين يديه ‏بلون الربيع و التفاؤل و يشارك جسم الإنسان فى هذه الحالة إذ أن الإنسان الفرحان تنفرج أساريره و يكون ‏فى حالة تفاعل إيجابى مع من حوله من البشر و في إنسجام كامل مع الطبيعة إن الفرح له أسباب كثيرة ‏أهمها الشعور بالرضى عما يفعله الإنسان و عما يستقبله من أخوته البشر و الطبيعة أيضاً و خاصة فى ‏علاقته مع الله.‏
و حين وصلتنى نتيجة الثانوية العامة و عرفت أنى الأول على دفعتى لم تسعنى الفرحة، أيقنت أن كل الأيام ‏و الساعات التى سهرتها و تعبت فيها لتحصيل العلم أتت بثمار حلوة فرحت لأنى إنسان فرض على مصحح ‏الامتحان الإعتراف بتفوقه. لأن والدىّ زادت ثقتهم فىّ و فى قدراتى، لأن زملائى أكتشفوا إنى إنسان ذكى. ‏لأنى تحررت من عبودية الامتحان و قهرته و أنا طليق الآن بعد أيام و شهور من العزلة و القهر و السهر و ‏الصبر و الاستذكار. فرحان لأن المستقبل أمامى أصبح رحباً و مفتوحاً و بإمكانى أن أواصل التفوق على ‏ذاتى لدى شعور عارم بأن خبر نجاحى يجب ان ينتشر و يصل للدانى و القاصى فأنا أستحق أن يُحتفى بىّ.‏
كذلك حينما وُلدت أحتفت الأسرة و الأصدقاء بي. لم أكن فى موقف من يعى هذا الفرح و كل الطقوس التى ‏ترافقه. والدتى والدى أخوتى الأسرة الكبيرة الأصدقاء. الجميع فرحوا لقدوم هذا الطفل، إنى فتحت طريقاً ‏للمستقبل أمام الجميع لقد تمدد الآمال و الأحلام أمام أهلى لتصل إلى خمسين عاماً أو يزيد فى مستقبل قابل ‏بالحبل بمشروع إنسان عظيم، قد يكون مهندساً أو دكتوراً أو رجل دين أو عالم من علماء الفضاء.‏
ولادة طفل هى ولادة حُلم كبير يتحقق لحظة بلحظة في ثنايا الوجود و الحياة اليومية ففيما العمر يغرب غند ‏والدى و أجدادى أزف إليهم خبر إمتداد هذا الوجود و فتح باب الإمكانات و حلم مشروع طفل قد يتحول بعد ‏عشرين عاماً أو أكثر إلى إنسان عظيم يُغير وجه الكون مثل زويل أو نجيب محفوظ أو الدكتور مجدى ‏يعقوب أو بيل كلينتون …. الخ‏
أن أفرح بيوم زواجى هو الفرح بتأسيس خلية أسرية جديدة ملؤها المشاركة و العطاء و المستقبل و الحاضر ‏بنون وبنات، فرحة الزواج هى فرحة وجود شريك أو شريكة يدخل مغامرة صنع الحياة اليوم وفي ‏المستقبل. فرصة تغيير دفة الحياة ليصبح الماسكون على ناصيتها أثنان و ليس شخص واحد.‏
و الإثنان مرشحان ليكونا ثلاثة و أربعة و خمسة أو أكثر.. هى سفينة صغيرة تبحر في عباب الحياة، تتهادى ‏على إيقاع موج البحر و تعاقب النهار و الليل.‏
إن فرحتى يوم دخولى إلى سلك الرهبنة لا يضاهيها فرح لقد قررت بملء إرادتى أن أكون خلية صغيرة فى ‏جسد رهبانى عالمى ينشد الخدمة والمصالحة و إعلان الفرح فى كل المسكونة. إنها فرحة من وجد كنزاً في ‏الأرض فباع كل ما له و اشترى هذه الارض ليعزز أركان مشروعه الوجودى. كل الامكانات مُسخرة ‏للخدمة و نشر الفرح و السلام بين جنبات المكان الذى أعيش فيه. إنه فرح من أصبح مواطناً عالمياً يخدم فى ‏أى مكان و كل إنسان دون تفرقة فى اللون و الجنس والدين.‏
هى فرحة مريم اخت مرثا التى اختارت النصيب الصالح، زكا الذى حظى بزيارة المخلص و مريم العذراء ‏التى حبلت بالمخلص.‏
نعم أى فرح يضاهى فرح الولوج الى ناصية الحقيقة، و أى حقيقة أنصع من الإيمان بمخلص اسمه يسوع ‏ابن الله. ‏
و ليكون فرحكم كاملاً لأنكم آمنتم بأن مصدر الفرح هو معين لا ينضب وهو الذى يعطى لنجاحنا معنى وهو ‏الذى يضفى على زواجنا معنى وهو الذى يضفى على تكريسنا شرعية و قبولاً و حبوراً.‏
نعم فرحنا كامل بقيامة يسوع المجيدة و قدرته الألهية على سحق الموت تحت أقدامنا و فتح باب العبور من ‏حياة إلى حياة تجعل الموت مجرد لحظات عابرة لا تذكر فى عمر زمننا البشرى و السماوى الآبدى.‏
يارب أفرح قلوبنا و لا تسلمنا الى قبضة الأحزان بل حول هذه الاحزان إلى أفراح الانتصار عليها و افتح لنا ‏باب الرجاء واسعاً