stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصر

ماذا يقول المركز الكاثوليكيّ للإعلام عن أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس

681views

الأربعاء 23 يناير/كانون ثاني 2019

عقدت قبل ظهر اليوم ندوة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلا، لمناسبة “أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس”، تحت عنوان: “أقم لك قضاة… فيحكمون فيما بين الشّعب حكمًا عادلاً”، من 18 إلى 25 يناير/كانون الثانى 2019.

شارك فيها رئيس أساقفة زحلة للموارنة ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة المطران جوزف معوّض، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضور أمين عامّ جمعيّة الكتاب المقدّس د. مايك بسوس، وعدد من أعضاء اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، ومن الإعلاميّين والمهتمّين.

أبو كسم

بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر بالحضور وقال:

“نجتمع اليوم بمناسبة أسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنائس ويصادف هذه السّنة بين 18 و25 يناير/كانون الثّاني، وفي هذه المناسبة تقام الصّلوات في العديد من الكنائس والمناطق ويشارك فيها المؤمنون من مختلف الكنائس المسيحيّة، لكن يطغى عليها الوجود الإكليريكيّ على الوجود العلمانيّ، فهل لهذا الأمر دلالة؟”.

تابع: “نعم عندما يرى النّاس، رؤساء الكنائس مجتمعين للصّلاة، يطمئنون إلى أنّ وحدة الكنيسة ستتحقّق يومًا ما، فقداسة البابا فرنسيس كما أسلافهِ يبذل جهدًا كبيرًا في هذا الاتّجاه ويدفع بقوّة من أجل وحدة الكنائس، فبرأي قداسته، أنّ المسكونيّة ليست خيارًا، بل إلزامًا لكلّ المسيحيّين وعليه يدعو قداسته كلّ المسيحيّين على اختلاف مذاهبهم إلى السّير معًا والصّلاة معًا والتّعاون معًا من أجل تحقيق الوحدة المرجوّة.”

أضاف: “ونحن في لبنان نتوق إلى تحقيق هذه الوحدة، وقد نكون من السّبّاقين في بعض الخطوات الّتي نقوم بها، فهناك العديد من الرّعايا المختلطة الّتي اتّفقت على توحيد الاحتفال بعيد الفصح وإحياء العديد من الاحتفالات الرّوحيّة المشتركة”.

وختم أبو كسم: “ننتهزها مناسبة لندعو جميع المسيحيّين من أجل الصّلاة كي يوّحد الرّبّ الإله كنيسته ولكن تكون الكنيسة رعيّة واحدة لراعٍ واحدٍ هو سيّدنا يسوع المسيح فنحن نؤمن بأنّ شهادة الدّمّ الّتي دفعها المسيحيّون منذ نشأة الكنيسة حتّى اليوم هي الكفيلة بتوحيدها. ونردّد في الختام ما قاله المعلّم “ليكونوا واحدًا كما أنا والآب واحد”.”

معوّض

ثمّ تحدّث المطران جوزف معوّض عن أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، نشأته، الاحتفالات وغايتها فقال:

“يحتفل المسيحيّون في كلّ سنة، بين 18 و25 يناير/كانون الثّاني، بأسبوع الصّلاة من أجل وحدتهم. ولهذه السّنة موضوع تأمّل خاصّ بها وهو العدالة، ولها عنوانها المأخوذ من تث 16/20 “إتبع العدالة ولا شيء غير العدالة”. لماذا أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، وكيف تطوّر؟”.

قال: “بدأ الاحتفال بأسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنيسة سنة 1908، مع الأب بول واتسون Paul Wattson، الّذي كان أنكليكانيًّا ثمّ انتمى إلى الكنيسة الكاثوليكيّة، في ذلك الوقت كانت نيّة الصّلاة هي من أجل اهتداء المنقسمين ورجوعهم إلى الكنيسة الصّحيحة، والحقيقيّة”.

تابع: “ولكن سنة 1935، أعطى الأب بول كوتوريه Paul Couturier، روحانيّة جديدة لهذا الأسبوع، وهي أن يجتمع كلّ المسيحيّين في كلّ الكنائس، وأن يصلّوا معًا من أجل الوحدة الّتي يريدها السّيّد المسيح وبالسّبل الّتي يريدها. وكان قد تمّ اختيار تاريخ الأسبوع، منذ بداية الاحتفال به، بين 18 كانون الثّاني، ذكرى قيام كرسيّ بطرس في روما، و25 كانون الثّاني ذكرى اهتداء مار بولس”.

أضاف: “وسنة 1966 قدّمت لجنة “إيمان ودستور” التّابعة للمجلس المسكونيّ للكنائس، وأمانة سرّ وحدة المسيحيّين في الفاتيكان (وهي اليوم المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين)، تحضير نصّ أسبوع الصّلاة من أجل الوحدة، معًا. وقد تحقّق ذلك سنة 1968. ومنذ سنة 1975، بدأ يوكل تحضير نصّ الصّلاة وموضوعها إلى فريق مسكونيّ محلّيّ تابع لبلد ما. وأوّل فريق حضر نصّ الصّلاة كان من أستراليا”.

أردف: “إنّ الصّلاة من أجل الوحدة هي سبيل أساسيّة تعتمدها الحركة المسكونيّة مع سبل أخرى كالحوار اللّاهوتيّ، وعيش الأخوّة بين المسيحيّين، وتندرج الصّلاة ضمن المسكونيّة الرّوحيّة الّتي هي روح المسكونيّة كما ورد في المجمع الفاتيكانيّ الثّاني في القرار في المسكونيّة عدد 8”.

تابع: “والصّلاة هي تعبير أنّ وحدة الكنيسة ليست مجرّد ثمرة الجهود البشريّة، بل هي عطيّة من الله بواسطة روحه القدّوس، الصّلاة تجعلنا منفتحين لهذه العطيّة ومتقبّلين لها، وملتزمين بها، وعاملين من أجلها”.

أضاف: “أعد نصّ الصّلاة وموضوعها لهذه السّنة 2019 فريق مسكونيّ من أندونيسيا الّتي تتميّز بطابع مسكونيّ. تمثّل إندونيسيا مجتمعًا تعدّديًّا مؤلفًا من مجموعة قبائل لها ثقافتها ودينها، لكلّ مجموعة لغة. فاللّغات المحلّيّة تزيد السّكّان في إندونيسيا 265 مليون شخصًا، بين 10 و12 بالمئة منهم مسيحيّون. والمسيحيّون يتوزّعون بين بروتستانت، وكاثوليك وأرثوذكس”.

تابع: “يتعامل الكاثوليك والبروتستانت في مواجهة القضايا الاجتماعيّة الّتي تهمّ المجتمع الأندونيسيّ، وبصورة خاصّة في الدّفاع عن الحرّيّة الدّينيّة الّتي يضمنها الدّستور الأندونيسيّ. ويشتركون معًا في الحوار مع ممثّلي الأديان الأخرى، علمًا أنّ 86 بالمئة من عدد سكّان أندونيسيا هم من المسلمين. ويعقدون معهم اللّقاءات من أجل تعزيز الرّوابط فيما بينهم، ومن أجل معالجة قضايا المجتمع”.

تابع: “وفي سنة 2011 أنشىء فوروم إندونيسيا المسيحيّ، الّذي يضمّ البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس. يعقد اجتماعاته شهريًّا لتوطيد الرّوابط الأخويّة، وللبحث في دور المسيحيّين في إندونيسيا. وفي هذا الواقع المسكونيّ تشكّل فريق مسكونيّ لإعداد أسبوع الصّلاة من أجل الوحدة. تركّز موضوع هذا الأسبوع “حول العدالة بشكل خاصّ”.

أضاف: “إنّ العدالة مع الرّحمة والوحدة شكّلت محور التّأمّل لأسبوع الصّلاة من أجل وحدة الكنيسة، وللعدالة ركيزة أساسيّة في المجتمع الأندونيسيّ. فهذا المجتمع متعدّد في الثّقافة والدّين. يجمعه لغة وطنيّة واحدة كما سبق ذكره. وأمام هذه التّعدّديّة التزم الأندونيسيّون بعيش التّضامن والتّعاون، وتواصلوا فيما بينهم برباط الأخوّة، وشاركوا بعضهم البعض في الأفراح والأحزان”.

وقال: “هذا التّضامن هو مهدّد اليوم في المنافسة الاقتصاديّة الّتي تهدف إلى النّموّ الاقتصاديّ، ومن الفساد في السّياسة وفي عالم الأعمال، ومن الأحكام الجائرة، غير العادلة، الّتي تزيد من فقر الفقراء وغنى الأغنياء بدل أن تحمي الضّعفاء، ومن التّوتّرات التّوتّرات الدّاخليّة الّتي يغذّيها سوء استعمال لوسائل التّواصل الاجتماعيّ.”

تابع: “أمام هذا الواقع تأخذ الجماعات المسيحيّة على عاتقها مواجهته من أجل تعزيز العدالة، والانكفاء عن كلّ تواطؤ مع الظّلم والفساد. فالمسيحيّون في مختلف الكنائس والجماعات يتعاونون ويتوحّدون في محاربة الظّلم واللّاعدالة، وفي مساعدة الضّحايا”.

أضاف: “في هذا السّياق رأى الفريق المسكونيّ المعدّ للصّلاة كيف أنّ تث 16/20 “اتبع العدالة ولا شيء غير العدالة…” هي دعوة لتحقيق العدالة في واقع الظّلم ليس فقط في أندونيسيا بل في كلّ مكان من الأرص. ونصّ تث 16/11 كلّه موضوع التّأمّل. يدعو النّصّ في قسمه الأوّل إلى المشاركة في فرح العيد، وثمّ في قسمه الثّاني راجع تث 16/18-20 يوحي بالالتزام بالعدالة. إنّ الرّباط بين القسمين وثيق، وهذه خبرة مجتمع إندونيسيا، لأنّ العدالة بين النّاس، بقدر ما تتحقّق، بقدر ما تمكّنهم أن يشاركوا في فرح العيد. وفي هذا المجال أعدّ الفريق المسكونيّ احتفالاً مسكونيًّا ليدعو للالتزام بالعدالة مع الرّحمة والوحدة”.

وقال المطران معوّض: “غاية الاحتفال المسكونيّ الّذي أعدّه الفريق المسكونيّ الأندونيسيذ هو العبور من الحديث عن الوحدة والعدالة والرّحمة إلى أفعال والتزامات. وككلّ احتفال، كما السّنوات الماضية، يتضمّن قراءات بيبليّة تكون أساسًا للتّأمّل، وصلوات وطلبات، وحركة رمزيّة حسّيّة تعبّر عن التزام المؤمنين بالعدالة وبالسّعي إلى الوحدة”.

تابع: “والحركة الرّمزيّة هذه السّنة هي بمثابة التزام حسّيّ في مجال العدالة والوحدة والرّحمة، على بطاقتين، بطاقة تبقى مع الشّخص نفسه، والبطاقة الأخرى تجمع مع بقيّة البطاقات لتوزّع على الموجودين، من أجل أن يصلّي كلّ واحد على نيّة ما التزم به الآخر”.

أضاف: “لمناسبة أسبوع الصّلاة من أحل وحدة الكنيسة، تنظّم احتفالات مسكونيّة في مختلف المناطق في لبنان أكان في بيروت، أم في زحله، أم في الشّمال (مجدليا) أم في الجنوب (مغدوشة)، أم في المتن (أنطلياس والعطشانة). وبدأنا نشهد في لبنان مبادرات أخرى للاحتفالات المسكونيّة في مختلف المناطق. وهذا دلالة على نموّ الحسّ المسكونيّ”.

وقال: “تتميّز هذه الاحتفالات بأنهّا تجمع الكنائس الكاثوليكيّة، الأرثوذكسيّة والبروتستانتيّة للصّلاة معًا وتكون مناسبة لتعزيز روابط الأخوّة فيما بينها”.

تابع “العدالة ولاسيّما العدالة الاجتماعيّة، هي مساحة يلتقي فيها المسيحيّون من مختلف الكنائس للسّعي إلى الوحدة وللعمل معًا من أجل خير المجتمع. تتحقّق العدالة في مختلف المجالات كما في احترام الإنسان، كلّ إنسان، في كرامته الّتي هي من الله، وفي احترام حقوقه الأساسيّة ومنها حقّه في الحياة، وفي العيش الكريم بتوفّر العمل والطّبابة والعلم له، وفي حرّيّة الرّأي والضّمير، وتتحقّق العدالة عبر التّضامن مع الفقير الّذي من حقّه أن يحصل على قوت يومه وعلى حياة لائقة، وعبر القضاء العادل الّتي ينصف المظلوم، وعبر احترام كرامة العاملين وحقوقهم وعدم استغلالهم، وعبر احترام الطّبيعة والبيئة وعدم استغلالها والتّسبّب بالتّلوّث واستغلال مواردها بطريقة غير منظّمة، وعبر احترام الآخر في صيته وخصوصيّته وفهم كما يفهم نفسه والدّخول معه في حوار”.

وأنهى: “كلّ هذه القضايا الّتي هي قضايا عادلة، توحّد المسيحيّين من مختلف الكنائس من أجل الدّفاع عنه”.

 

نقلا عن نور نيوز