تأمل يوم الأحد ٥ يونيو / حزيران ٢٠١٦ مجيء الروح القدس :
” فمتى جاءَ هوَ ، أي روحُ الحَقّ ، أرشَدَكم إلى الحَقِّ كلِّه ” ( يوحنا ١٦ : ١٣ ). ” ما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ ما في اللهِ غيرُ رُوحِ الله ” ( قورنتس الاولى ٢ : ١١ ) . والحال أنّ روحَه الذي يكشفُه يجعلُنا نعرف الرّب يسوع المسيح ، كلمته ، كلامه الحيّ ، ولكنّه لا يقول عن نفسه ما هو . فالذي ” نطقَ بالأنبياء ” ( قانون الإيمان ) يُسمعُنا كلام الآب . أمّا هو ، فلا نَسمعُه . ولا نعرفُه إلاّ بالحركة التي يَكشفُ لنا فيها الكلمة ويُعدّنا لاستقباله في الإيمان . وروحُ الحقّ الذي يكشفُ لنا الرّب يسوع المسيح ” لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه ” (يوحنا ١٦ : ١٣ ) . مثل هذا الاحتجاب ، كالميزة الإلهيّة الخاصّة ، يفسِّرُ لماذا ” رُوحَ الحقِّ لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يَتَلَقَّاه لأَنَّه لا يَراه ولا يَعرِفُه ” ( يوحنا ١٤ : ١٧ ) ، فيما أنّ الذين يؤمنون بالرّب يسوع المسيح يعرفونَه، لأنّه يقيمُ معهم ، ” أمّا أنتم فتعلمون أنّه يُقيمُ عِندكم ويكونُ فيكم ” ( يوحنا ١٤ : ١٧ ) .
وإذا كانَتِ الكنيسة هي الشركة الحيّة لإيمان الرسُل الذي تَنقلُه ، فهي موضع معرفتنا للرُّوح القدس : في الكتب التي أوحى بها ؛ في التقليد ، وآباءُ الكنيسة له شهودًا أبدًا حاليّون ؛ في سلطة الكنيسة التعليميّة التي يرافقُها ؛ في ليتورجيا الأسرار المقدّسة ، من خلال أقوالها ورموزها ، حيث يجعلُنا الرُّوح القدس في شركةٍ مع الرّب يسوع المسيح ؛ في الصلاة التي يشفعُ لنا فيها ؛ في المواهب والخدمات التي تُبنى بها الكنيسة ؛ في علامات الحياة الرسوليّة والإرساليّة ؛في شهادة القدّيسين حيث يُظهرُ قداستَه ويواصلُ عملَ خلاصه . ( من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ) المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك