stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

مقابلة مع نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة حول موضوع اليوم العالمي للأجداد والمسنين

574views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

21 أبريل 2021

كتب : فتحي ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

المعاني العديدة لاختيار البابا فرنسيس “هاءنذا معكم طوال الأيام” موضوع اليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين هي محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة غابريلا غامبينو.

اختار قداسة البابا فرنسيس “هاءنذا معكم طوال الأيام” موضوع اليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين والذي سيُحتفل به في 25 تموز يوليو القادم. اختيار يلفت الانتباه إلى الحوار بين الأجيال، وهو أمر يهتم به البابا كثيرا وذلك أيضا لارتباطه بنقل الإيمان. ويتميز هذا الاختيار اليوم بأهمية خاصة في زمن الوباء والذي وضع حدودا على لقاء الأشخاص وذلك لحماية مَن هم في أوضاع ضعف مثل المسنين. إلا أن هذا الظرف الجديد قد جعل الشباب يدركون أهمية جعل أجدادهم يشعرون بحضورهم كما وعزز جذور العائلات حسب ما ذكرت نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة السيدة غابريلا غامبينو في مقابلة أجراها معها موقع فاتيكان نيوز.

توقفت في البداية عند ما وصفتها بالمعاني العديدة للموضوع الذي اختاره الأب الأقدس لليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين، فأشارت أولا إلى أن هذا الاختيار هو تعبير عن قرب الرب وقرب الكنيسة من الأجداد والمسنين. وأضافت أن “هاءنذا معكم طوال الأيام” هو تعبير نود جميعا أن نسمعه من الرب في قلوبنا في كل اللحظات الصعبة في حياتنا، وبشكل أكبر مع تقدم العمر. ثم تحدثت عن معنى هذا الاختيار فيما يتعلق بالحوار بين الأجيال، بين المسنين والشباب. وقالت إن هذه هي الرسالة التي يمكن للأجداد أن يوجهوها إلى الشباب إذا أخذنا بعين الاعتبار رسالة الكرازة وإعلان الإيمان التي هي رسالة الأجداد تجاه الشباب، وهذا جانب يلح عليه كثيرا البابا فرنسيس حسب ما ذكَّرت نائبة أمين السر. وواصلت مضيفة أن هذه هي أيضا الرسالة التي يمكن أن يقدمها الشباب إلى الأجداد، أي أنهم قريبون منهم ومعهم دائما. معنى آخر للموضوع الذي اختاره البابا لليوم العالمي للأجداد والمسنين حسب السيدة غامبينو هو كون هذه العبارة أسلوبا يمكنه أن يساعدنا ككنيسة على تجاوز التفكك بين الأجيال الذي يضرب الحوار والذي يمكن اليوم إصلاحه.

تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى معنى القرب من الأجداد والمسنين اليوم في زمن الوباء، فقالت نائبة أمين السر إنه يعني تعزيزا للعمل الشخصي، لا الرعوي فقط، فيما يتعلق بالقرب من المسنين في العائلة أو خارجها. وأضافت السيدة غامبينو أننا جميعا كعائلات قد تنبهنا خلال فترة الوباء هذه إلى ما يعاني منه أجدادنا وآباؤنا المسنون من وحدة. وتحدثت في هذا السياق عما وصفته بتربية على الإصغاء تتم في بعض الأحيان داخل العائلات حين نعرِّف الأبناء بأهمية التحدث هاتفيا إلى الأجداد بشكل يومي على سبيل المثال. وشددت على أهمية أن نُشعر الأجداد الذين يعيشون بعيدا أو بمفردهم بوجودنا بشكل يومي. وتابعت أن لهذا معنى بالنسبة لأبنائنا، وذلك لأن سؤالنا إياهم يوميا “هل سمعتَ كيف حال جدك؟” أو “هل كنتَ حاضرا اليوم في حياته؟” يترجَم بشكل ملموس إلى تربية على الحنان كما يقول البابا فرنسيس، على الإصغاء وتعلُّم احترام الآخر وتخيُّل أنفسنا مكانه، خاصة إذا كان يعاني من ضعف.

أما فيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن يقوم به الأجداد خلال هذا القرب من أجل نقل الإيمان فقالت السيدة غابريلا غامبينو إن بإمكان الأجداد أن يقوموا بدور هام بالنسبة لإيمان الشباب وذلك لا فقط فيما يتعلق بنقل الإيمان والعلاقة مع الله، بل وأيضا بالنسبة لنقل الذاكرة والقيم والجذور التي تمَكن الشباب من أن يفهموا مَن هم ومن أين يأتون. وتابعت نائبة أمين السر مذكرة بسؤال القديس أغسطينوس من أين آتي وإلى أين أذهب، سؤال يحتاج لدى الشباب إلى إجابة وذلك أيضا في النظر إلى الأجداد الذين يجعلوننا نتذكر مَن نحن وإلى أين نذهب. وشددت من جهة أخرى على أهمية نقل الإيمان بشكل خاص اليوم وذلك لأنه وفي مجتمعاتنا المعلمنة غالبا ما لا يقوم الآباء بنقل الإيمان إلى الأبناء.

وفي ختام المقابلة التي أجراها معها موقع فاتيكان نيوز تحدثت نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة غابريلا غامبينو عن إسهام الدائرة في الاحتفال باليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين في 25 تموز يوليو القادم، وذلك عبر تقديم مقترحات إلى الأبرشيات والرعايا ومقترحات لصلاة المؤمنين وللعظات. كما وأشارت إلى صورة تم اختيارها لاقتراحها كأيقونة للاحتفال.