من سمع كلامي وآمن بمن أرسلني فله الحياة الأبدية
تأمل ليوم الأحد ١٣ دسمبر / كانون الأول ٢٠١٥
مساواة الابن والآب وعلاقة المحبّة بينهما ( يوحنا ٥ : ١٩ – ٣٠ )
يُعلن الابن للبشريّة أنّ أباه يعمل بطريقة متواصلة . لا راحة له إلاّ باكتمال مشروع محبّته الخلاصيّ التي خصّ بها كل إنسان .
وهكذا كان يعمل كما يعمل أبوه السماويّ ، وهو الذي قال : ” مَن رآني رأى الآب ” ، وأعطانا بأعماله صورة حيّة وواضحة عن محبّة الله الآب لنا .
يسوع المسيح الإله هو واحد مع الآب ، لذلك عندما يعمل الابن ، الآب هو الذي يعمل أيضاً . وفي المحبّة يتوحّد الآب والابن ، وبالمحبّة ذاتها يصمّمان ويعملان . ومَن أحبّ جعل من الحبيب شريكاً في حياته . وكما أنّ الآب هو مصدر كلّ حياة هكذا الابن يعطيها لمَن يشاء ومتى يشاء .
أراد الآب أن يُسمع ويُطاع يسوع ، ابنه . ومن أطاع الابن أطاع الآب والتزم بتعاليمه السماويّة . ومن أطاع كلام يسوع وحفظه وعاشه يخلص ويضمن له الحياة الأبديّة ، ويكون ، بدءاً من الحياة الأرضيّة ، قد انتقل من الموت والحياة .
جاء يسوع على الأرض وتأنّس ومنحنا الحياة الحقيقيّة التي لا نهاية لها . وهكذا فإن مَن أطاع يسوع وكلامه ، لن يموت أبداً، لأنه
سيسمع صوت ابن الله الذي أتى إلى العالم وقام بأعمال أبيه : إنّه يمنح الحياة كما الآب يمنحها ، ويدين لأنّ الآب أعطاه السلطان ليغفر للتأيبين يوم الدينونة الأخيرة ، عندئذٍ يفتح يسوع أبواب الجنّة أمام الأموات ليكافئ الصالحين في حين أن الخطأة وصانعي السيئات ستدينهم أعمالهم وسيدركون فظاعة آثامهم ونتائجها …
هذه هي مشيئة الآب والابن : ألاّ يُهلك أحداً من صُنع يديه . والكلّ مدعوون إلى الوليمة السماويّة .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك