نحن خدم لا خير فيهم ” الأب وليم سيدهم “
عجيب هو أمر الناس الذين متى قاموا بواجباتهم الوظيفية، يعظمون في أنفسهم، وكأنهم لا يأخذوا مقابلًا لعملهم. وهم يتحينون كل الفرص كي يخبروا رؤساءهم أنهم يعملون بلا كلل. والأعجب من ذلك، إنهم يبحثون عن صاحب العمل كي يخبروه بأنهم “عملوا”.
إن العمل هو الذي يعطي للإنسان قيمته الحقيقية. فلو أن أبًا عنده خمسة أولاد، وظل في البيت بدون عمل، كيف سيجد هؤلاء الأطفال قوتهم وكسوتهمومسكنهم ومصاريف إنتقالهم؟ إن العمل شرف للإنسان وبرهان على جدية الإنسان في حياته.
يقول يسوع معظمًا متجه العمل: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ».(يو 5: 17) والقديس بولس يذهب إلى درجة أن يعلن أن من لا يعمل لا يأكل، ويحدثنا عن خبرته، فهو رغم إنشغاله بالرسالة والبشارة إلا أنه تعلم “صنعة” تجلب له النقود التي يعتمد بها على نفسه، فقد كان صانع خيام.
للأسف الشديد أن “قيمة العمل” في بلادنا العربية “صفر” والمجتمع أو بعض الناس يعظمون شأن من لا يعمل ويعتبرون هذه الفهلوة شطارة، أما الذي يعمل بجدية في وظيفته فيصبح هدفًا للتندر والاستهزاء. ذلك لأنه لا يعرف كيف يضحك على صاحب العمل حكومة أم قطاع خاص.
إن يسوع المسيح في سبيل تذكير تلاميذه والآخرين بأن رسالتهم التبشيرية التي دعوا اليها، هي رسالة سامية تتطلب مجهودًا وأن القيام بمهام الرسالة لا يعني إنتظار الشكر والمديح عليها، لذا يقول لهم: “مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا” (لوقا 17: 10)
ليس قصد المسيح الحط من أشخاصهم أو عملهم ولكت تذكيرهم بأن موهبة الخدمة والبشارة، عطية من الله، وأن شكر الله هو الصحيح ويجب ألا تحتاج لشكر نفسك.
ثم، ربما نكون من عمال الساعة الحادية عشر، الذين أخذوا نفس أجر أصحاب الساعة الأولى، فليس عملنا هو الذي يخلصنا إنما عمل الله فينا ولنا وبنا هو الذي يخلصنا.