وقد يتساءل أحدكم: طالما أنّ السيد المسيح نقلنا من الموت إلى الحياة فلماذا ينبغي علينا أن نجتاز الموت الجسدي؟ ولماذا لا نعبر مباشرة إلى الحياة الأبدية؟
يجيب على هذا السؤال الرسول بولس في رسالة كورنتوس الثانية حينما يقول: “لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متّكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات” (2 كو 1 : 9).
ففي هذه العبارة نجد أن للموت غاية أخرى هو أن يكون رجاؤنا دائماً في الرب واثقين أنّه القادر على أن يقيمنا من الأموات.
وهذا ما تحثّ عليه تعاليم الكنيسة: “إن قيامة الأموات قد كشفها الله لشعبه تدريجياً. فالرجاء بقيامة الأموات في الجسد قد ثبت كنتيجة ضمنية للإيمان بإله خلق الإنسان بكامله جسداً ونفساً. فالذي خلق السماء والأرض هو أيضا يحفظ بأمانه العهد مع ابراهيم ونسله. في هذه النظرة المزدوجة تمّ أولاً التعبير عن الإيمان بالقيامة. فالشهداء المكابيون اعترفوا في وسط مضايقهم: “إنّ ملك العالم، إذا متنا في سبيل شرائعه، سيُقيمنا لحياة أبدية” (2 مك 7: 9). “خير أن يموت الإنسان بأيدي الناس، وهو يرجو من الله أن يقيمه” (2 مك 7: 14)” (تعاليم الكنيسة الكاثوليكية رقم 992).