stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم

820views

الصليب في حياتنا ‏

المسيحية و الصليب

‏ ٢- – الصليب والإيمان المسيحي ‏
‏ فإنهّا لجهالة عند الذين لا يقتبلون ذلك بإيمان ويشكّكون في ‏صلاح الله واقتداره العام، بل يدقّقون في بحث الإلهيّات بأفكار بشرية ‏وطبيعية، لأنّ كل ما يتعلق بالله هو فوق الطبيعة والنطق والتفكير. فإذا ‏تساءل أحدهم كيف وبماذا أخرج الله كل شيء من العدم إلى الوجود، ‏وأراد أن يعبرِّ عن ذلك بأفكار طبيعية، فهو لا يستوعبه وتكون معرفته ‏نفسها طبيعية وشيطانية، لذلك يمكن أن نفهم موقف بطرس المتحمّس ‏دائماً، فبعدما اعترف بالمسيح يرفض الآن بقوله: “حاشا لك يا رب! لن ‏يصيبك هذا”. وبعدما مدحه السيّد المسيح وأثنى عليه وسلَّمه سلطة ‏قيادة الكنيسة فإنّه يزجره الآن بقوله: “انسحب ورائي! يا شيطان، فأنت ‏لي حجر عثرة، لأنّ أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار البشر”. أمّا ‏الإنسان إذا أنقاد على هدي الإيمان وفكَّر بأن الإله صالح وقدير وصادق ‏وحكيم وعادل، فهو يرى كل شيء سهلاً وممهداً، والسبيل إليه رحباً. فإنّه ‏لا يمكن الخلاص بدون الإيمان، ولا يمكن حمل الصليب بدون الإيمان. ‏وبالإيمان يقوم كل شيء، بشرياً كان أم روحياً. ‏