وهذا ما عاشه القدّيس يوحنا الذي استقى تعاليم المحبة من قلب المسيح وعلمّه بإتقان عندما قال: “لنحب بعضناً بعضاً فإن المحبة من الله فكل من يحب فهو مولود من الله وعارف به. ومن لا يحب فانه لا يعرف الله لأن الله محبة” (1 يو 4/ 7), وقال: “إن كان الله أحبنا هكذا فعلينا نحن أيضاً أن نحب بعضنا بعضاً”. (1 يو 4/ 11).
وهذا أيضا ما أختبره الآباء القدّيسون في مسيرة حياتهم ووعظوا به في كل مكان. فيقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن المحبة إنها ” تاج لجميع الفضائل مثل الإحسان والتعزية والتشجيع ونشر السلام والوئام والنصح الأخلاقي والعمل على الألفة والتضامن … إنّ كل أفعال الرحمة هذه مظهر لفضيلة أساسية ألا وهي المحبة”. كما يقول القدّيس أفرام السرياني عن المحبة: ” إنّ المحبة تتضمن جميع الخيور وتحتوي عليها، والمحبة، أيضا، تحافظ على كنوزها”. وكثير من الأقوال في هذا الصدد ليست بموضوعنا الآن. وكل ما يهمّنا أن السيد المسيح علم من قبل بأنّ “محبة الله من القلب وكل العقل وكل النفس وكل القدرة ومحبة القريب كالنفس هما أفضل من جميع المحرقات والذبائح” (مر 12/ 33). “أحبب الرب الهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك. هذه هي الوصية العظمي والأولى” (متى 22/ 37). إنّ المحبة تضاهي كل شيء، وهي الميزان الذي يزن به الديان كل حياة الإنسان.