stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم

736views

كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الرابعة
إلهي إلهي لماذا تركتني ‏

‏٢- ربط التجسد بالفداء

‏ برهن المسيح على أنّه الإله المتأنّس بصفاته الخالية من كل عيب، ومعجزاته الفائقة‎ ‎الطبيعة، وتعاليمه الفوق بشرية، وملكوت السماء الذي أسّسه على الأرض، ودخوله للعالم‎ ‎وخروجه منه بطريقة خارقة للعادة. ولا نجد حلاً معقولاً للغز الكون إلا في الله، ولا‎ ‎نجد حلاً ‏للغز الله إلّا في المسيح، ولا نجد حلاً للغز المسيح إلّا في الصليب، الذي‎ ‎فيه وحده سدّ عوز ‏الطبيعة البشرية فبلغت إلى درجة الكمال. فالمسيح إله تام‎ ‎وإنسان تام بلا انفصال ولا امتزاج ‏فهو “ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ” (1 تيموثاوس‎ ‎‏3 : 16). وهو “صورة الله آخذاً صورة عبد” وهو ‏الذي “وضع نفسه في الهيئة كإنسان‎ ‎‏” (فيلبي 2: 5-8). فكإنسانٍ تعبّد لله وخضع لرئاسته وتمم ‏إرساليته وتألم ومات، ولكنه‎ ‎كإلهٍ مساوٍ للآب في الجوهر، لا يَكِلّ ولا يعيا أبد الدهور. فالألم وقع ‏فقط على‎ ‎الناسوت، ولأن اللاهوت لم يفارقه لحظة ولا طرفة عين، صرّح الإنجيل أن الترنيمة‎ ‎السماوية تقول: “… ذبحت وافتديت لله بدمك أناسا من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه، ‏وجعلت منهم لإلهنا مملكة وكهنة سيملكون على الأرض” (رؤيا 5: 9 – 10) ودعا الإنجيل ‏المسيح عمانوئيل الذي‎ ‎تفسيره “الله معنا” (متى1: 23). ‏