نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الخامسة
أنا عطشان
وإذا أمعنّا النظر في قوله له المجد: “أنا عطشان” تتجلّى لنا شخصيته المباركة في أربعة أمور: طبيعته، عمله، مثاله، ومطلبه.
1- طبيعته
نكمل التأمل السابق، وعطش المسيح فلم يعمل له الآب معجزة، ولم يعطف عليه من الناس احد. عطش داود فشقّ أصحابه معسكر الفلسطينيين وجاؤوه بماءٍ من بئر بيت لحم ”فاخترق هؤلاء الأبطال الثلاثة معسكر الفلسطنيين واستقوا ماءً من البئر التي عند باب بيت لحم، وحملوه وأتوا به إلى داود. فلم يشأ أن يشرب منه بل أراقه للرب”(2 صموئيل 23: 16). وأما المسيح فلم يجد أحداً من تلاميذه يواسيه ساعة شدته، مع أن شريعة اليهود كانت تقول ”إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزاً، وَإِنْ عَطِشَ فَٱسْقِهِ” (أمثال 25: 21) ولكن اليهود عاملوا المسيح أكثر من عدو، فلم يجد عيناً تشفق أو قلباً يرقّ.