نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السابعة
يا أبتاه بين يديك أستودع روحي
مات المسيح حانياً الرأس، علامة الطاعة للآب، وسيُضمُّ جسده إلى الأرض التي أحب سكانها. فالرأس المكلل بالمجد والعز ينحني الآن تحت إكليل من الشوك أمام الموت. مات المسيح في السنة الخامسة عشرة لسلطنة طيباريوس قيصر في السنة السبتية، في الشهر الذي يُعتبر رأس الشهور العبرية، في اليوم الذي قدم فيه الفصح. وبينما كانت ألوف الحملان تُذبح كان الحمل الحقيقي يجود بدمه وبنفسه من أجلنا. فكان موته بداية حياة وراحة وعيد للجنس البشري.
مات المسيح رب المعجزات، فلا عجب إن انشقّ حجاب الهيكل وتزلزلت الأرض وتشققت الصخور وتفتحت القبور وقام كثير من أجساد الراقدين. وجميع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر رجعوا وهم يقرعون صدروهم قائلين: “بِٱلْحَقِيقَةِ كَانَ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ بَارّاً” (لوقا 23: 47 و48).
مات المسيح رئيس الحياة فهل تُطوَى صحيفته ويلحق بغيره من البشر؟ لا!! فقد استودع نفسه بطمأنينة مطلقة في يد الآب ليقوم في اليوم الثالث. فنفهم مما تقدم أن كلمته الأخيرة برهان واضح على ثقته الوطيدة بالآب، وحجة دامغة عن نظرته للموت، وشاهد صادق عن سلامه التام.