نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الخاتمة
إقامة يسوع في القبر هي الرابط الحقيقيّ بين حالة آلام المسيح قبل الفصح وحالته الحالية في قيامته المجيدة. إنه شخص “الحيّ” نفسه الذي يستطيع أن يقول: “لقد كنت ميتاً وهاءنذا حيّ إلى دهر الدهور” (رؤ 1: 18). كما يقول القديس غريغوريوس النيصي: “هذا هو سر تدبير الله بشأن موت[ابنه] وقيامته من بين الأموات، فإنه لم يمنع الموت من أن يفصل النفس عن الجسد، على حسب نظام الطبيعة القائم، ولكنه عاد فجمعها الواحد مع الآخر بالقيامة، حتى يكون هو نفسه في شخصه مركز تلاقي الموت والحياة، موقفاً فيه انحلال الطبيعة الذي سبّبه الموت، وصائراً هو نفسه مبدأ اتحاد الأجزاء المنفصلة” (خطاب 16). فعندما اعتنق يسوع في قلبه البشري محبة الآب للبشر “أحبهم إلى الغاية” (يو 13: 1)، إذ ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الحياة من أجل أحبائه، وهكذا أصبح ناسوته، في الألم والموت، الأداة الحرة والكاملة لحبة الإلهيّ الذي يريد خلاص البشر.