نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الخاتمة
فقد قبل يَسوع باختياره آلامه وموته حباً لأبيه ولخلاص البشر: “لا أحد ينتزع الحياة منيّ، وإنما أنا أبذلها باختياري” (يو 10: 18). من هنا حرية ابن الله الكاملة عندما يمضي هو بنفسه إلى الموت ويحمل الصليب من أجل خطايانا، فأصبح الصليب الذبيحة الوحيدة للمسيح الوسيط الوحيد بين الله والبشر. إذ تألم لأجلنا وترك لنا قدوة لنقتفي آثاره. وهذا يتم على وجه كامل في شخص أمه التي أُشركت في سر عذابه الفدائي إشراكاً حميماً دونه إشراك أي إنسان من البشر، كما تقول القديسة روزا دي ليما: “هذه سُلّم الفردوس الوحيدة والحقيقية وما من سُلّم للصعود إلى السماء غير الصليب”. وخلاصة ثمرة مبادرة محبة الله لنا أن أصبحت قيامة المسيح مبدأ وينبوع قيامتنا الآتية فهو البكر من بين الأموات وهو مبدأ قيامتنا أيضا في الزمن الآتي، لذلك نحن أحياء بالمسيح، وهذا هو سر الحياة.