stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الموارنة الكاثوليك

“نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس”: عنوان رسالة عيد الفصح للبطريرك الماروني

777views

22 أبريل 2019

 

“نفخ فيهم وقال: خذوا الرّوح القدس” (يو 22:20)، هو عنوان رسالة عيد الفصح للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

قال البطريرك الماروني في رسالة عيد الفصح بعنوان “نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس”: الرّبّ يسوع “في مساء أحد قيامته تراءى لرسله المجتمعين داخل البيت، ونفخ فيهم وقال: خذوا الرّوح القدس” (يو20: 19و22). لقد بثّ فيهم جديد قيامته، وما زال يبثّه في كلّ مؤمن ومؤمنة، بل في كلّ إنسان يفتح قلبه لله، لكي يظلّ جديدًا في نضارة الحبّ والعطاء بقوّة الرّوح؛ ويتحرّر من أسْرِ الأنانيّة والاهتمام المفرط بالذّات، ومن الأفكار المسبقة والمواقف المتحجّرة والحسابات الصّغيرة. يبثّ الرّبّ يسوع روح القيامة ليقيم الإنسان من موت الخطيئة، سواء كانت تجاه الله بمخالفة وصاياه وتعليم الإنجيل والكنيسة؛ أم تجاه الانسان بالتّعدّي على شخصه حسّيًّا أو ماديًا أو روحيًّا أو معنويًّا، أو بانتهاك كرامته وسلب حقوقه؛ أم تجاه المجتمع بإفساد الأخلاق العامّة فيه؛ أم تجاه الدّولة باستباحة دستورها وقوانينها، وإهمال الخير العام، وسرقة مال الخزينة وهدره بشتّى الطّرق والوسائل”.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، قال البطريرك الراعي “يسوع المسيح القائم من الموت يبدّد كلّ خوف ويأس. ويريدنا أن نكون ذاك الآخر المحبّ الذي يحتاجه الخائف والمضطرب. فالخائفون والمضطربون يتوجّهون إلى الكنيسة أمّهم، لتضيء نجمة في ظلمات حياتهم، وتتكلّم باسمهم، وتحمي حقوقهم، وتعبّر عن حاجاتهم وتطلعاتهم، وتعطي صوتًا لمن لا صوت له. فلا يمكنها أن تصمت أو تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرّض له أبناؤها وبناتها من اعتداءات. يلجأون إليها في كلّ مخاوفهم، لأنّهم فقدوا الثّقة بالجماعة السّياسيّة، وباتت الهوّة سحيقة بينهما. تستطيع الكنيسة ذلك لأنّ المسيح القائم من الموت “نفخ فيها الرّوح القدس” (يو 22:20)، روح المحبّة والحقيقة، روح المشورة والشّجاعة، روح العطاء والتّفاني، روح الحضور والخدمة. هذا الرّوح دفع بأبرشيّاتها ورهبانيّاتها إلى إنشاء مؤسّسات تضيء دروب الإنسان: مدارس، ومستشفيات، ودور مسنّين، ومياتم، ومراكز للمعوّقين، ومدارس لذوي الاحتياجات الخاصّة، ومؤسّسات اجتماعيّة لخدمة المحبّة، وسواها. كلّ هذه المؤسّسات تزرع الرّجاء في القلوب، وتنتزع منها الخوف، وتصمد بوجه الصّعوبات على أنواعها، وتحمل هموم الناس وتخفّف قدر مستطاعها من ثقل الأعباء التي يرزحون تحتها. إنّها تفعل ذلك لكي “لا تطفىء الرّوح” (1تسا 17:5).

قال البطريرك الماروني “الكنيسة لا تنتظر مديحًا من بشر، بل تطالب الدّولة القيام بواجباتها تجاه الذين تتحمّل أعباءهم الماليّة وهم في عهدة مؤسّسات الكنيسة. ثمّ من واجب الدّولة دعم هذه المؤسّسات ومثيلاتها في لبنان، لأنّها ذات منفعة عامّة لكونها تساعد الدّولة في القيام بمسؤوليّاتٍ تعود إليها، وهي عاجزة عن إنشاء مثلها وبمستواها العلميّ والصّحيّ والتّقنيّ والإداريّ والإنمائيّ. بهذا الدّعم تنخفض الأعباء الماليّة والأكلاف عن كاهل المواطنين الذين ينعمون بخدماتها”. لقد صلّينا ونصلّي لكي يفتح رجال السّياسة والمسؤولون في الدّولة قلوبهم ونفوسهم، بروح التّوبة، لقبول الرّوح القدس الذي يريد المسيح القائم من الموت أن يبثّه فيهم (راجع يو22:20)، فيخرجون من عتيق مسلكهم وتصرّفاتهم، ومن أسْرِ مصالحهم وحساباتهم وحصصهم وأفكارهم المسبقة، ومن حالة اللّاثقة فيما بينهم، ويدخلون جديد القيامة، ويجتهدون في درس المشاريع الإنمائيّة من كلّ جوانبها وعدم فرضها على المواطنين قسرًا، كما يجتهدون في رفع الظّلم والهموم والحرمان والجوع عن الشّعب اللّبنانيّ الذي يعبّر عن مطالبه بكلّ أسف بإضرابات ومظاهرات واعتصامات وقطع طرقات وحرق إطارات، تأتي بالضّرر على المواطنين ومصالح الدّولة وسمعة لبنان”.

هذا وفي ختام رسالة عيد الفصح تحت عنوان “نفخ فيهم وقال: خذوا الرّوح القدس”(يو 22:20)، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “وفيما لبنان يحتاج إلى استعادة الثقة به لدى الأسرة الدّوليّة، يجب على السّلطة السّياسيّة أن تعمل بجدّيّة وشفافيّة ومسؤوليّة على مواجهة أزماتنا الدّاخليّة، والإسراع في إجراء الإصلاحات اللّازمة. وإنّا نناشد جميع وسائل الإعلام ومستخدمي تقنيّاتها الكفّ عن إظهار الوجه السّلبيّ عندنا، ونشر الحقيقة الموضوعيّة، بعيدًا عن التّجنّي والكذب والمأجوريّة. فباستطاعة هذه الوسائل أن تكون اما أداة حرب أو أداة سلام. أمّا الحاجة الأساسيّة لبدء عمليّة كلّ إصلاح فتبقى هي هي أن يفتح الجميع قلوبهم لقبول هبة الروح القدس التي يبثّها فيهم المسيح القائم من الموت، فيطلقهم في رحاب جديد القيامة. هذه هي تهانينا وتمنّياتنا بالفصح المجيد. المسيح قام! حقًا قام!”

نقلا عن الفاتيكان نيوز