نيافة الأنبا عمانوئيل ينعي انتقال قداسة البابا فرنسيس

٢١ إبريل ٢٠٢٥
صفحة الكنيسة اليوم
نعى نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، انتقال قداسة البابا فرنسيس، حيث قال:
وداعًا بابا السلام، فقد عالمنا اليوم، رمزًا عظيمًا من رموز السلام برحيل قداسة البابا فرنسيس، والذي أفنى حياته في الدفاع عن الفقراء والمتألمين في جميع أنحاء العالم مطالبا القادة بإقرار السلام.
وتتجلى مواقفه في مختلف عظاته وكلماته حتى أخر يوم في حياته إذ طالب في كلمته الأخيرة بوقف إطلاق النار وبأنهاء الحرب في غزة والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من النساء والأطفال. لم تكن تلك هي المرة الأولي التي نادى بها بوقف الحرب فمنذ اندلاعها في أكتوبر.
٢٠٢٣:طالب البابا بوقف فوري للحرب في غزة:
لدي البابا فرنسيس مواقف عديدة تجاه الإنسانية واتذكر زيارته التاريخية لمصر في أبريل ٢٠١٧ والتي حملت معاني ودلالات عميقة، خاصة وأن تلك الزيارة جاءت استجابة لدعوات وزيارات رسمية من فخامة السيد الرئيس السيسى، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس، في أول زيارة له خارج مصر، والكنيسة الكاثوليكية المحلية ممثلة في غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق وأساقفة الكنيسة في زيارتهم الرسولية إلى الفاتيكان، ونستطيع القول أن زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر كانت رد زيارة لكل الزيارات الرسمية السابق ذكرها وعبرت الزيارة عن ثقل العلاقات بين الفاتيكان كدولة والكنيسة الكاثوليكية الجامعة ومصر بكل الغنى الديني والحضاري والثقافي والتاريخي والجغرافي.
لقد شرفت بتولي مهام رئيس اللجنة المنظمة لتلك الزيارة التاريخية ولمست عن قرب رغبة صادقة من جميع الأطراف سواء من الدولة المصرية وكذلك من الكنيسة الكاثوليكية بنجاح تلك الزيارة. هذه الزيارة ستظل محفورة في وجداننا جميعا بكل تفاصيلها.
وهنا تحضر في ذهني كلمات قداسته للشّعب المصريّ، قبل مجيئه عندما قال عبارته الشهيرة «اُعانقكم بمودة» وٍسأذهب إلى مصر كحاج للسلام”، رافعا شعار أن الاختلاف لم ولن يكن حاجزاً أمام التسّامح والتّفاهم وخدمة المجتمع، جاء مصر خاشعًا ومصليًا، أوقد شموعًا وصلي من أجل الضّحايا وكأنه يراهن على مصر الطّيبة وعلى حياته فيها، إنها حقا أرض سلام فدخلها واثقاً فيها شعباً وحكومةً وقلوباً طيبة.
عاش حياته مساندًا ومدافعًا عن الفقير والمسكين والمهمش ومن يعاني الجوع ومن يبحث عن حياة أفضل. ويناضل من أجل عالم يسوده التّسامح والسّلام، ولم يكن يُريد كلامًا، بل أن يعطي دائما علامات إيجابية، أخذ على عاتقه مهمة النّهوض بمبادئ الإخاء والتّعايش بين كل الشّعوب. وداعًا قداسة البابا فرنسيس.
تحيا مصر.
+الأنبا عمانوئيل عياد
مطران إيبارشية طيبة-الأقصر للأقباط الكاثوليك
