stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الأسرة

هدية عيلة لكل عيلة

933views

456

التربيّة رسالة شريفة بإمتياز، إنها نقل للذات عبر الآخر أي الطفل، وخلق لشخصيّته. لهذا يقدّم لنا الكتاب المقدّس عصارة إختبار العائلات المؤمنة على صعيد تربية الأطفال على محبّة الله وعلى علاقة روحيّة خاصّة به. هدايا تربوية، نودعها بين يديك أيتها العائلة، الكنيسة- البيتيّة، لأنّنا نؤمن بأن رسالتك التربوية تسهم في تقوية المجتمع وتقديسه.

1- هدية عائلة سارة وإبراهيم:

أ‌- الهديّة الأولى، التربية على الشركة والفرح

يخبرنا الكتاب المقدّس عن طفولة إسحق الذي كبُر «وفُطِم، وأقام إبراهيم مأدبة عظيمة في يوم فطام إسحق» (تك 21: 12). يدل فطم إسحق، على إنتهاء مرحلة طبيعية تحصل مع كل طفل، تفطمه أمه. فعندما يضع الكتاب المقدس فطام إسحق، يشير الى أن عائلته المتمثلة بوالده إبراهيم، أخذ على عاتقه تأمين خروج آمن للطفل، من مرحلة الرضاعة الى مرحلة إكتشاف الآخر المختلف، وهذه المرّة سيكتشف دور الوالد التربوي المساعد الى جانب الأم، في صقل شخصيّة الطفل. سيتعرّف إسحق على محبّة والديه وعنايتهما له، سيرى ضحكة الوالد ووجهه الفرح، وسيسمع كلمات الإفتخار والإعتزاز بمولوده الجديد ولاسيّما في حضور الأقارب والأصحاب، إنه هدية السماء لسارة وإبراهيم، وحامل للوعد والعهد.

ب‌- الهدية الثانيّة، في إجتناب ثقافة العبوديّة

تعلمنا عائلة إسحق، كيفيّة تربية أولادنا على مبدأ الحريّة(راجع، تك21: 10). فنحن أمام صراع قوي، بين ثقافة الحريّة المتمثلة بسارة الرافضة لوجود قيم تتناقض مع تربيتها الإيمانيّة، وتتمثل في ثقافة هاجر. واجهت الأم بحزم نبويّ، مشكلة التداخل والتمازج بين قيم الحرية وقيم العبودية. بإعتقادها أن من يحمل الوعد، عليه أن يتربى على ثقافة الحرية لا العبودية، خوفاً من أن يتحوّل الولد الى شخصيّة مزدوجة ومتلوّنة ومساومة، وبالتالي تضعف قضية الوعد الإلهي. وما إنفصال إسماعيل عن إخيه إسحق، إلا تحقيق للغاية المنشودة ألا وهي التربية على الحريّة المسؤولة (راجع، تك21: 14- 20).، إذاَ، يلقى على الأهل الإنتباه الدائم على أبنائهم، عبر التدقيق والتمييز في معرفة أصدقائهم: ميولهم وأفكارهم ونوعية تربيتهم، وفي هذا الصدد يقول القديس بولس: «لا تضلوا:” المعاشرة الرديئة تفسد الأخلاق السليمة» (1قور15: 13). وكم من أولاد فسدت براءتها بسبب معاشراتها السيئة، وكم من أولاد فقدوا هويتهم المسيحية وبالتالي ضيعوا كنزهم بسبب إهمال الأهل وتقاعسهم؟ وكم من أولاد تقدسوا وصاروا قديسين بسبب عناية ومتابعة محبّتين من قبل أب وأم ملتزمين بسر الكنيسة وكلمة الله؟

خلاصة

نتعلّم من إختبار عائلة إبراهيم، أن للأب دورًا فعّالاً في علاقته مع طفله المفطوم حديثاً، فالدعم الذي يقدّمه الوالد من: البعد النفسي والمعنوي والمادي والشركة والفرح لوجوده في حياة الأسرة، وتقديم الحب والحنان، تُعد فيتامينات- نفسية روحيةّ أساسيّة، تسهم في تفتّح شخصية الطفل ونموها على الحب والشركة وبالتالي تمنحه الإتزان؛ وهناك ضرورة تربوية وجب أن يأخذها الأزواج بعين الإعتبار، ألا وهي الإتفاق على وضع خطّة تربوية مبينة على القيم المسيحية الصحيحة، أهمها الطاعة على الحبّ، بهدف إيصال الأولاد إلى القداسة.

إن المرحلة الأولى من حياة الطفل هي مرحلة التأسيس سيحملها معه طيلة حياته، لأنها ستطبع شخصيته بوسم لا يمحى، مما يؤثر في طريقة حياته وقراراته، ولاسيّما قرار عيش قيم الحياة المسيحيّة، فــ«درب الفتى بحسب طريقه فمتى شاخ لن يحيد عنها» (أم6: 22)، أليس من الجميل أن يشيخ أولادنا على حياة ممتلئة بمحبة الله؟

روما, 18 يوليو 2014 (زينيت) الخوري جان بول الخوري