stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هذا الرجل يقبل الخاطئين ويأكل معهم – الأب وليم سيدهم

501views

هذا الرجل يقبل الخاطئين ويأكل معهم

سمعنا هذه الجملة مرارًا كثيرة في الكتاب المقدس العهد الجديد حينما دعاه متى العشار بعد أن عزمه يسوع ليتبعه، وسمعناها عندما دخل المسيح بيت زكا العشار يتعشى معه، وسمعناها من الفريسي الذي عزمه على العشاء عندما جاءت المرأة الخاطئة تقبل رجليه بدموعها وتغسلهما بشعر رأسها.

كيف نخرج كمؤمنين من التصنيف الإجتماعي المفروض علينا اليوم من تقسيم الناس إلى فئات يجب الإبتعاد عنهم وعدم مخالطتهم مثل رواد المقاهي ورواد السينما وتجار الحشيش ومحترفي الدعارة و … و …. إلخ.

كيف وصل الحال بالكنيسة ورعاتها في هذا الزمان في القرن الواحد والعشرينرأن تصاب بالشيزوفرينيا، فحينما تعظ الناس في الكنائس تدعوهم إلى التوبة وتدعوهم أن يبتعدوا عن كل الفئات التي جاء المسيح من أجلها، وتحصن الكنيسة أبنائها وبناتها من مخالطة الأغراب دينيًا أو ثقافيًا أو سياسيًا.

إن مؤسس الكنيسة الجديدة التي من المفترض أنها حلت محل المعابد الفريسية اليهودية يطالب تلاميذه وتلميذاته أن يكونوا “كالخميرة في العجين” ومثل ملح الأرض، ومثل نور العالم. ولكن مسحيينا عوضًا أن ينفتحوا على المجتمع ويشهدوا بتعاليم المسيح ويبثوا الرجاء في قلوب معاصريهم، يغلقوا أبواب كنائسهم عليهم وعلينا، ورغم أن ترتليانس معلم الكنيسة في القرن الثاني الميلادي كتب لمعاصريه من الوثنين يخبرهم أن مسيحي عصره يقومون بواجباتهم المدنية ويخالطون الوثنين وليسوا منعزلين عن المجتمع، نأتي اليوم من جديد نجد بعض رجال الدين يصنفون الناس ويختارون من يدخل الجنة ومن سيكون مصيره جهنم. هل يُعقل هذا؟ وكيف هو مسيحكم العنصرى وطارد الناس والذي قال لكم ولنا: “إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.” (مت 5: 20)

نحن مدعوين بحكم إيماننا أن نتواضع وأن ننفتح على الآخرين أو ما نسميهم بالخطأة اليوم لكي نشركهم في سر خلاص المسيح، فهل نحن مستعدون أن نراجع مواقفنا في علاقتنا مع الآخرين دينيًا وثقافيًا وعرقيًا، ونكُف عن إصدار أحكام مطلقة على الناس.

متى سيشار لنا بالبنان على غرار معلمنا قائلين: «هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». (لوقا 15: 2)