stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هكذا أحب الله العالم – الأب وليم سيدهم

555views

“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ” (يو 3: 16) نتأمل في الهبة التي صنعها الله للعالم، أن يعطي الله مجانًا وبلا مقابل ابنه الوحيد لخلاص العالم يعنى مدى الحب الذي يكنه الله للعالم، فبعد فشل آدم وحواء في أول إختبار فأكلوا من الشجرة التي منعهم الله أن يأكلوا منها حرصًا على حياتهم، تسببوا في انهيار العلاقة بين الله وبينهم وفي انتشار العصيان والتمرد على الله.

ولأن آدم وكل سلالته كانوا عاجزين عن رأب الصدع بينه وبين الله، لعدم أهليته لإزالة هذا الحاجز بينه وبين الخالق، بادر الله بنفسه بإرسال ابنه الوحيد المساو له في الجوهر لكي ينقذ ذرية آدم من نفسها، ويعيد إقامة العلاقة بين ذرية آدم وبين الله، هذا هو الله المُحب الذي لا يرغب في أن تهلك خليقته وصُنع يديه.

لقد ترجم الله حبه للعالم بأن اتخذ جسدًا مثلهم وبقى على هيئة إنسان وعاش بينهم وضمد جراحهم وشفى مرضاهم لم يتجسد المسيح ليُقتل فيخلصنا، على العكس جاء ليُحب ويعطي الحياة ويحرر الإنسان من الظُلمة التي كان يعيش فيها، إن قتل يسوع لم يكن هدف الآب، فالآب كان هدفه أن يشفي بالحب والثقة في الآب ما حاول آدم أن يسرق بالحقد والطمع في أن يكون إله.

وإننا غالبا ما نستخدم صيغ مجردة لكي نوضح محبة الآب لنا أو محبة الابن لنا فنقول “مات لأجلنا” أو “صلب ومات لأجلنا” أو “مات لغفران خطايانا”.

كل هذا جيد ولكن لا يعبر عن كل الحقيقة، فالمسيح قبل أن يموت حبًا فينا، أحبنا فعلًا منذ بشارة الملاك للعذراء حتى قيامته من بين الأموات وهو يحبنا، لمدة حوالى ثلاثين عامًا هو عمره في فلسطين وهو يقوم بأفعال حب نحو الأنسان في اورشليم وفي فلسطين بأكملها، إنها الخميرة المُحيية والحية التي ستخمر كل العالم، لذا اجتهد يسوع طوال ثلاثة وثلاثين عامًا وهو يصنع هذه الخميرة في فلسطين، هؤلاء الإثنى عشر رسولًا مع كل الذين قبلوه في ذلك الوقت مخلصًا، هذه هي القاعدة الأساسية التي بدأت منها شرارة التبشير باللكوت في العالم كله “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.” (متى 28: 19)

إن بذل الله ابنه الوحيد هذا هو معناه، كل الحب الذي أفاضه في بقعة فلسطين أصبح مؤهلًا لأن ينتشر في العالم كله، هذا هو البذل الالهي وليس فقط لحظة الصلب والموت.

نشكرك يا أبانا السماوى لأنك أعطيت لنا أخًا سماويًا ينقذنا من محدوديتنا وضعفنا البشرى.