stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هل للأجير فضل إذا أطاع سيده ؟ – الأب وليم سيدهم

937views

هل للأجير فضل إذا أطاع سيده ؟

من منكم له أجير يُفلح الأرض أو يرعى الغنم، إذا رجع من الحقل يقول له: أسرع وإجلس للطعام، إلا ‏يقول له: هيىء لي العشاء، وشمر عن ساعديك وإخدمني حتى آكل وأشرب ثم تأكل أنت وتشرب؟ ‏فهل للأجير فضل إذا أطاع سيده؟ لا أظن. هكذا أنتم إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم بسطاء ‏وما فعلنا إلا ما كان يجب علينا أن نفعل.‏

نحن جميعًا نخدُم سواء في وظيفة حكومية أو خاصة، إذن نحن خاضعين لقوانين ولوائح تحكم ‏المؤسسة التي نخدم فيها بصفتنا موظفين، ونأخذ راتبًا على هذه الوظيفة قد نكون مهندسين أو أطباء أو ‏عمال أو عاملات. كلنا ننفذ قوانين وتعليمات هذه المؤسسات في كل مؤسسة يوجد مجلس إدارة أو ‏مدير أو مسئول يحاسب أمام أي موظف أو عامل خالف اللوائح كل هذا يفترض ضمنيًا أو مباشرة ‏طاعة هذه القوانين واللوائح. هكذا هي حياتنا اليومية كل حسب وظيفته وحسب كادر العمل المعين فيه ‏في تراتبية واضحة ومُحكمة ويقول لنا الإنجيل ما معناه أن الموظف الذي يقوم بواجبه ويأخذ عن ذلك ‏أجرًا فهل يُتبر هذا الموظف عمل شيئًا أكثر من المطلوب منه؟ طبعاًا لا. فمن يؤدي واجبه لا فضل له ‏على صاحب العمل يدعونا الإنجيل أن فعل مثل هؤلاء الموظفين أى أن نتعامل مع الله من حيث هو ‏الله خالقنا، يجب الطاعة له لأننا مخلوقاته وحقه علينا كما حق مدير المؤسسة أن نطيع القوانين التي ‏وضعها فينا وفي الطبيعة، نتقدم له بالشكر والتسبيح إننا لن ننسى أنه هو الله ونحن بشر وليس العكس.‏

كثير من المؤمنين يحتاجون أن يشكرهم الخادم أو الكاهن على سلوكهم الجيد في الكنيسة أو في المصنع ‏وهم لا يستطيعون بذل جهدهم لتأدية واجبهم الروحي أو الزمني إلا أذا وجدوا الطبطبة المستمرة والثناء ‏والتبجيل ولسان حالهم يقول ها أنا خدمت الرب أو خدمت الكنيسة فما هي الجائزة أو أين هي شهادات ‏التقدير التي استحق.‏

وكأنه قام بواجبه ليحظى بالثناء والتقدير بدلًا من أن يشكر من أعطاه الفرصة أن يتحقق ويعيش دعوته ‏البشرية من خلال عمله ومشاركته في بناء المدينة أو الكنيسة.‏

الشكر والثناء سيأتي حتمًا ولكن في الوقت المناسب، فالجميع يستحقون الشكر والثناء وليس أنت فقط ‏يا من لا تعرف أن تعمل وأنت فرحان وسعيد لأن الله مَنّ عليك بالصحة والعافية لتمارس دورك ‏بشجاعة وإقدام دون أن تنتظر أن يصفق لك الآخرون.‏

يطلب الإنجيل منَّا ألا نقلب الحقائق منحة منا على من طلب منا العمل، فلا ننسى أننا أبناء الله وليس الله ‏إبننا وعلى الإبن أن يقوم بواجبه بحرية كاملة نحو أبيه.‏