هل للأجير فضل إذا أطاع سيده ؟ – الأب وليم سيدهم
هل للأجير فضل إذا أطاع سيده ؟
من منكم له أجير يُفلح الأرض أو يرعى الغنم، إذا رجع من الحقل يقول له: أسرع وإجلس للطعام، إلا يقول له: هيىء لي العشاء، وشمر عن ساعديك وإخدمني حتى آكل وأشرب ثم تأكل أنت وتشرب؟ فهل للأجير فضل إذا أطاع سيده؟ لا أظن. هكذا أنتم إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم بسطاء وما فعلنا إلا ما كان يجب علينا أن نفعل.
نحن جميعًا نخدُم سواء في وظيفة حكومية أو خاصة، إذن نحن خاضعين لقوانين ولوائح تحكم المؤسسة التي نخدم فيها بصفتنا موظفين، ونأخذ راتبًا على هذه الوظيفة قد نكون مهندسين أو أطباء أو عمال أو عاملات. كلنا ننفذ قوانين وتعليمات هذه المؤسسات في كل مؤسسة يوجد مجلس إدارة أو مدير أو مسئول يحاسب أمام أي موظف أو عامل خالف اللوائح كل هذا يفترض ضمنيًا أو مباشرة طاعة هذه القوانين واللوائح. هكذا هي حياتنا اليومية كل حسب وظيفته وحسب كادر العمل المعين فيه في تراتبية واضحة ومُحكمة ويقول لنا الإنجيل ما معناه أن الموظف الذي يقوم بواجبه ويأخذ عن ذلك أجرًا فهل يُتبر هذا الموظف عمل شيئًا أكثر من المطلوب منه؟ طبعاًا لا. فمن يؤدي واجبه لا فضل له على صاحب العمل يدعونا الإنجيل أن فعل مثل هؤلاء الموظفين أى أن نتعامل مع الله من حيث هو الله خالقنا، يجب الطاعة له لأننا مخلوقاته وحقه علينا كما حق مدير المؤسسة أن نطيع القوانين التي وضعها فينا وفي الطبيعة، نتقدم له بالشكر والتسبيح إننا لن ننسى أنه هو الله ونحن بشر وليس العكس.
كثير من المؤمنين يحتاجون أن يشكرهم الخادم أو الكاهن على سلوكهم الجيد في الكنيسة أو في المصنع وهم لا يستطيعون بذل جهدهم لتأدية واجبهم الروحي أو الزمني إلا أذا وجدوا الطبطبة المستمرة والثناء والتبجيل ولسان حالهم يقول ها أنا خدمت الرب أو خدمت الكنيسة فما هي الجائزة أو أين هي شهادات التقدير التي استحق.
وكأنه قام بواجبه ليحظى بالثناء والتقدير بدلًا من أن يشكر من أعطاه الفرصة أن يتحقق ويعيش دعوته البشرية من خلال عمله ومشاركته في بناء المدينة أو الكنيسة.
الشكر والثناء سيأتي حتمًا ولكن في الوقت المناسب، فالجميع يستحقون الشكر والثناء وليس أنت فقط يا من لا تعرف أن تعمل وأنت فرحان وسعيد لأن الله مَنّ عليك بالصحة والعافية لتمارس دورك بشجاعة وإقدام دون أن تنتظر أن يصفق لك الآخرون.
يطلب الإنجيل منَّا ألا نقلب الحقائق منحة منا على من طلب منا العمل، فلا ننسى أننا أبناء الله وليس الله إبننا وعلى الإبن أن يقوم بواجبه بحرية كاملة نحو أبيه.