stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هوشعنا يا ابن داود – الأب وليم سيدهم

840views

هوشعنا يا ابن داود

الجحش الذي أمتطاه يسوع ليدخل متوجًا ملكًا على أورشليم يظهر لنا نوعية المملكة التي يريدها ‏يسوع، إنها مملكة الأطفال والكسحان والعرجان والفقراء والناس من كل نوع، أما أغصان الزيتون ‏والثياب التي فرشت إحتفاءً به تظهر أيضًا نوعية الهدايا والعطايا التي إستطاع هؤلاء أن يقدموها ‏ليسوع.‏

هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب وهتاف فقراء أورشليم. إن أغصان الزيتون رمز ‏السلام والبساطة، نعم، الفقراء يحتاجون إلى راعٍ في وقت تبدّدت خراف أورشليم من بين يدي ‏رعاتها من المنافقين والمدعين.‏

هل نتذكر اللحظات الشاقة والمُضنية التي نمر بها في حياتنا اليومية. لحظات ضيق اليد، لحظات ‏الخوف من المستقبل، لحظات الإحتقار التي نتحملها من ذوي السلطة وحاملي الصولجان، لحظات ‏المرض والشعور بالضعف، لحظات الإحساس بالغربة وعدم فهم الآخرين لإحتياجاتنا الحقيقية، ‏لحظات الظلم الذي يقع علينا، نعم، نحتاج إلى راعٍ حنون غفور، نحتاج إلى ملك صديق ومُحب، ‏عطوف ومُعزي.‏

هذا هو ما عبر عنه الشعب الأورشليمي في استقبال ملك السلام، حبيب الفقراء. نعم، إنْ صَمَت ‏هؤلاء الأطفال عن الهتاف ستنطق الحجارة يقول الكتاب المقدس.‏

إن الإحتفال بيسوع داخلًا أورشليم كملك على حمار هو إحتفال كلّ منّا بدخول يسوع بيتنا وقلبنا ‏وعقلنا بهدوء؛ هو تحقيق رغبتنا في الإعتراف بنا كأشخاص طردوا إلى هامش الحياة مجروحين ‏منسحقين، ها هو ملكنا أما الملك هيرودس وبطانته من رؤساء الدين فهم ينتمون إلى مملكة أخرى ‏لا يسكنها الله بل يسكنها الكبرياء والتشبث بالسلطة ولا مكان فيها للضعفاء.‏

ولكن ما يحُز في قلوبنا كأصدقاء ليسوع ومريدينه، هو التغيير الجذري لمشهد الإحتفال في أحد ‏الشعانين بعد بضعة أيام وبين الصراع العنيف بين مملكة الحق ومملكة الباطل وعلى التحديد يوم ‏الجمعة العظيمة، يعلو صوت الباطل على صوت الحق مسخرين كل أدوات القمع وشهادات الزور ‏وفقه التضليل ليعلو هذه المرة صوت الجماهير المُضللة ويختفي من المشهد صوت الفقراء أنفسهم ‏ويصبح الهتاف “أصلبه .. أصلبه” ‏‎”‎فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْب وَقَالُوا: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا».” ‏‏(مت 27: 25) ‏

ما العمل؟ العين بصيرة واليد قصيرة كما يقول المثل، إن الفشل الذريع الذي مُني به أهل الحق هو ‏فشل ظاهري ومؤقت، ولكن في الحقيقة تبرهن قيامة المسيح فجر الأحد وظهوره لمريم المجدلية ‏ولتلاميذه مدة أربعين يومًا هو أبلغ رد على دعاة الموت والضلال.‏

لا نحكم سريعًا على يسوع بالفشل كما فعل بطرس وبعض تلاميذه ليمارسوا مهمتهم القديمة ‏‏(الصيد) بل علينا أن نتريث فمحبة الله لا تسقط أبدًا والفجر يظهر بعد أحلك لحظات الليل. لقد قام ‏المسيح. ‏