stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه » القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري

359views

القدّيس ألفونس ماري دو ليغوري (1696 – 1787)، أسقف وملفان الكنيسة
العظة الثامنة لتساعيّة الميلاد

« وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه »

كما وُلِدَ الرّي يسوع فقيرًا، هكذا عاش طوال حياته في الفقر؛ ليس فقيرًا فقط، إنّما مُعْوَزًا على حدّ تعبير القدّيس بولس: “فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه” (2كور 8: 9). في الناصرة، عاش الرب يسوع في الفقر، في بيتٍ فقيرٍ، وأثاث فقيرٍ، هذا هو المَسْكَن الذي اختاره خالق العالم. وعاش فيه فقيرًا، مُحَصِّلاً رزقه بعرق جبينه وبتعَبٍ كبيرٍ كالحِرَفيّين وأبناء الحِرَفيّين. ومع ذلك، لم يصدّق اليهود أقواله، ألم يقولوا عنه: “مِن أَينَ له هذا؟ أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ، ابنَ النَّجَّار؟” (راجع مر 6: 3؛ مت 13: 55).

ثمّ ظهر في العلن للتبشير بالإنجيل. خلال السنوات الثلاث الأخيرة من حياته، بعيدًا عن تحسين طريقة عيشه، مارس فقرًا أشدّ صرامة، وعاش من الحسنات فقط. لرجل أراد أن يتبعه على أمل أن يعيش بشكل أفضل، قال: “اِعْلَم أنَّه لِلثَّعالِبِ، أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكاراً، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه”. أراد القول: أيّها الإنسان، إذا كنت تبغي من وراء اتباعي حياةً سهلة، فأنت مخطئ لأنّني جئت إلى الأرض لأعلّم الفقر. ومن أجل ذلك، اخترت أن أكون أكثر فقرًا من الثعالب والطيور التي تملك على الأقلّ مأوى؛ في هذا العالم، لا أمتلك شبرًا من الأرض، حيث أستطيع أن أستريح، وأريد من تلاميذي أن يتشبّهوا بي…

“خادم الرّب يسوع لا يملك شيئًا خارجًا عن الرّب يسوع”، كما يؤكّد القدّيس هيرونيمُس. بل أكثر من ذلك، خادم الرّب يسوع المسيح لا يريد أن يملك شيئًا خارجًا عنه. باختصار، عاش الرّب يسوع دائمًا فقيرًا، وقد مات أيضًا فقيرًا: ألم يقدّم له يوسف الرامي قبرًا، وآخرون تبرّعوا له بكفن يلفّ جسده؟