stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وتكونون لي شهودًا – الأب وليم سيدهم

539views

من ومتى نكون شهودًا  للمسيح؟ لقد إمتدت حياة يسوع المسيح على الأرض حوالي ثلاثة وثلاثين سنة، فهل نكون شهودًا على حياته الأرضية أم على صلبه وقيامته وصعوده، وشهودًا لماذا؟ أسئلة شرعية تتوارد على أذهاننا حينما نسمع كلمة الله في الانجيل وتكونون لي شهودًا؟

في أعمال الرسل، وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ في يوم العنصرة أي بعد خمسين يومًا من قيامة المسيح، نجد بطرس الرسول –الناكر لسيده- والذي هرب وقت صلبه، والذي فوجيءبقيامته بعد أن أخبره النسوة بذلك، هذا البطرس يرفع صوته عاليًا أمام اليهود القادمين من كل أقطار المشرق، قائلًا: “وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ.” (أع 3: 15). وسيظل بطرس الرسول يبشر بحياة وموت وقيامة المسيح في أورشليم والسامرة وانطاكية الى أن وصل إلى قلب الأمبراطورية الرومانية في روما نفسها، وهناك يلتقي بالقديس بولس ويظلا يكرزا بهذه البشارة حتى استشهادهم.

ونحاول أن نتذكر مضمون هذه البشارة بالمسيح، فبعد كرازة يوحنا المعمدان بضرورة التوبة عن الخطايا وتمهيد الطريق لمجيء السيد المسيح، نرى يسوع بعد استشهاد يوحنا المعمدان ينطلق هو مبشرًا بملكوت جديدة، يكون فيها الإنسان سيد السبت، ويكون فيها الفقراء والبرص والعميان والكسحاء والعشارين وكل الذين كانت تعتبرهم شريعة الفريسيين خطاة، يزورهم المسيح ويبشرهم بمحبة الآب والابن لهم، ويكسر لهم الخبز ويثني على العشار ويثني على الأرملة التي وضعت آخر فلس لها في صندوق الهيكل، ويقيم عند مريم ومارثا ولعازر، ويتعشى مع زكا العشار، ويزور الفريسي ويقبل توبة المرأة الخاطئة في قلب بيت الفريسي، ليعلمه درسًا في التربية الايمانية.

هذه المشاهد وغيرها كثير، التي عاصرها التلاميذ مع معلمهم فتبدأ ملكوت السماء على الارض، تنمو وتزداد بفضل كل من آمن برسالة يسوع واختبرها ونال الخلاص بها، هذه المشاهدات وغيرها هي التي يشهد لها الرسول في كل زمان وفي كل مكان باسم الرب يسوع.

وتختلف مستويات الشهادة ليسوع، فمن الشهادة بالاعتراف بشفتينا، إلى احتمال الشدائد والاضطهادات، إلى احتمال الجوع والعطش والإذلال والسجن والضرب وخطر الغرق في البحر، واحتمال التعذيب لمدة ثلاثمائة سنة عاشها شهود المسيح مطرودين ومنبوذين من الامبراطورية الرومانية الوثنية، برزت اسماء اباطرة عذبوا المسيحيين اينما وجدوا في امبراطوريتهم مثل نيرون ودقلديانوس وغيرهم.

منذ عصر المسيح حتى اليوم الفين عامًا تقريبًا، ومازال الشهود يستشهدون في كل أقطار الأرض من أجل هذه الرسالة الخلاصية، رسالة التوبة والمحبة والغفران والحرية الباطنية وتمجيد الله ومحبة القريب….الخ.

ونحن شهود للمسيح أم شهود لعالم نبذ المسيح وطرده من سوق التكنولوجيا واستعباد خلق الله؟

نعم يارب، قوينا لنظل شهود على فعل محبتك المجانية وفيض حبك على هذه البشرية المارقة.