stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

وثيقة دائرة عقيدة الإيمان حول الخبرة الروحية المرتبطة بمديوغوريه

328views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

19 سبتمبر 2024

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

وثيقة دائرة عقيدة الإيمان التي وافق عليها البابا فرنسيس لا تقول شيئًا عن الأحداث الخارقة ولكنها تعترف بالثمار الروحية الوفيرة المرتبطة بمزار ورعية ملكة السلام وتصوغ رأياً إيجابياً شاملاً حول الرسائل رغم بعض التوضيحات

“لقد حان الوقت لإنهاء قصة طويلة ومعقدة حول الظواهر الروحية في مديوغوريه”، بهذه الكلمات تُتفتتح المذكرة حول الخبرة الروحية المرتبطة بمديوغوريه، والتي وقعها الكاردينال فيكتور مانويل فرنانديز، عميد دائرة عقيدة الإيمان. نص وافق عليه البابا فرنسيس يعترف بصلاح الثمار الروحية المرتبطة بخبرة مديوغوريه، ويأذن للمؤمنين بعيشها بقدر ما “نتج عنها ثمار إيجابية كثيرة ولم تنتشر أي آثار سلبية أو خطيرة بين شعب الله”. وبشكل عام، كان الرأي على الرسائل إيجابياً أيضاً، رغم بعض التوضيحات حول بعض العبارات.

إنَّ الأماكن المرتبطة بظاهرة مديوغوريه هي وجهات الحجاج من جميع أنحاء العالم. و”تظهر الثمار الإيجابية بشكل خاص في تعزيز ممارسة سليمة لحياة الإيمان” وفقًا لتقليد الكنيسة. كذلك هناك “ارتدادات وفيرة” لأشخاص اكتشفوا الإيمان أو أعادوا اكتشافه؛ وعودة إلى الاعتراف والشركة الأسراريّة، والعديد من الدعوات، و”مصالحات كثيرة بين الأزواج وتجديد للحياة الزوجية والعائلية”. كما تم الإبلاغ عن “العديد من حالات الشفاء”. إنَّ رعية مديوغوريه هي مكان للعبادة والصلاة والندوات والرياضات الروحية وتجمعات الشباب. كما نشأت أيضًا أعمال خيرية تهتم برعاية الأيتام ومدمني المخدرات والمعوقين، كما يوجد فيها حضور لمجموعات من المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين.

وتواصل مذكرة دائرة عقيدة الإيمان من خلال فحص الجوانب المركزية للرسائل، انطلاقًا من السلام الذي لا يُفهم كغياب للحرب فحسب، وإنما أيضًا بالمعنى الروحي والعائلي والاجتماعي: واللقب المميّز الذي تنسبه العذراء لنفسها هو في الواقع “ملكة السلام”. إنه السلام الذي هو ثمرة المحبة المعاشة، والتي “تتضمن أيضًا المحبة لغير الكاثوليك”. جانب يمكن فهمه بشكل أفضل “في السياق المسكوني وما بين الأديان للبوسنة، التي طبعتها حرب رهيبة ذات مكونات دينية قوية”.

كذلك تظهر مرارًا الدعوة للاستسلام الواثق في الله الذي هو محبة: “يمكننا أن نتعرف على نواة من الرسائل التي لا تضع فيها العذراء نفسها في المحور، بل تظهر نفسها موجهة بالكامل نحو اتحادنا مع الله”. كذلك، “يبدو أن شفاعة مريم وعملها يخضعان بوضوح ليسوع المسيح كمصدر النعمة والخلاص في كل شخص”.

نجد بعد ذلك في الرسائل “دعوة دائمة للتخلي عن أسلوب الحياة الدنيوي والتعلق المفرط بالخيرات الأرضية مع دعوات متكررة إلى التوبة، التي تجعل السلام الحقيقي في العالم ممكنًا”. ويبدو أن الارتداد في حد ذاته هو نقطة ارتكاز رسالة مديوغوريه. هناك أيضًا “حث قوي على عدم التقليل من خطورة الشر والخطيئة” وأخذ دعوة الله لمحاربة الشر على محمل الجد. أساسيّ أيضًا دور الصلاة والصوم، وكذلك محورية القداس والبحث عن المعنى النهائي للحياة في الحياة الأبدية.

يسلّط الجزء الثاني من الوثيقة الضوء على كيف أن بعض الرسائل “القليلة” قد تبدو “مرتبطة بخبرات إنسانية مشوشة” ​​حتى لو لم تكن بعض الأخطاء “بسبب سوء نية، وإنما بسبب التصور الشخصي للظاهرة”. في بعض الحالات “يبدو أن العذراء مريم تظهر بعض الانزعاج لأنّه لم يتم اتباع بعض تعليماتها؛ وبالتالي هي تحذر من علامات تهديد واحتمال عدم الظهور مرة أخرى”. لكن في الواقع، تقدم رسائل أخرى تفسيراً صحيحاً: “إنَّ الذين يقومون بتنبؤات كارثية هم أنبياء كذبة. فيقولون: في سنة كذا، في يوم كذا، سيكون هناك كارثة. أما أنا فقد قلت دائمًا أن العقاب سيأتي إذا لم يرتدَّ العالم. لذلك أدعو الجميع إلى الإرتداد” (١٥. ١٢. ١٩٨٣).

هناك من ثمَّ رسائل للرعية يبدو فيها أن العذراء مريم ترغب بالسيطرة على تفاصيل المسيرة الروحية والرعوية. وفي أحيان أخرى، تشير الرسائل إلى طلبات ذات “أصل غير مرجح من مصدر خارق للطبيعة”، عندما “تعطي العذراء أوامر بشأن تواريخ وأماكن وجوانب عملية، وتتخذ قرارات بشأن قضايا عادية”. في الواقع، إن العذراء نفسها تجعل رسائلها الخاصة نسبيّة من خلال إخضاعها “للقيمة التي لا مثيل لها للكلمة المعلنة في الكتاب المقدس”: “لا تبحثوا عن أمور خارقة، بل خذوا الإنجيل، واقرأوه، كل شيء سيتضح لكم” (١٢. ١١. ١٩٨٢). تشير المذكرة أيضًا إلى إشكالية تلك الرسائل التي تنسب إلى العذراء مريم التعابير “خطتي” و”مشروعي”، كلمات “يمكنها أن تربك وتشوِّش”. في الواقع، إنَّ كل ما تفعله مريم هو دائمًا في خدمة مخطط الرب. ولا يجب أن نرتكب خطأ أن ننسب للعذراء مريم “المكان الفريد والحصري لابن الله”.

على الرغم من أن هذا لا يعني إعلاناً عن طبيعة خارقة، ومع التذكير بأنه ليس من الواجب على أي شخص أن يؤمن به، يشير التصريح – الصادر عن أسقف موستار بالتوافق مع الكرسي الرسولي – إلى أن المؤمنين “يمكنهم أن ينالوا تحفيزًا إيجابيًّا لحياتهم المسيحية من خلال هذا الاقتراح الروحي ويجيز العبادة العامة”. تحدد الوثيقة أيضًا أن التقييم الإيجابي لغالبية رسائل مديوغوريه “لا يعني الإعلان أن لها أصلاً خارقًا للطبيعة”. وتُدعى السلطات الكنسية في الأماكن التي يتواجد فيها إلى تقدير القيمة الرعوية و”تشجيع نشر هذا الاقتراح الروحي”. أخيرًا، تدعو دائرة عقيدة الإيمان الذين يزورون ميديوغوريه لكي “يقبلوا أن الحج ليس من أجل اللقاء مع الرائين المفترضين، وإنما للقاء مع العذراء مريم، ملكة السلام”.