stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وجدنا المسيح – الأب وليم سيدهم

754views

وجدنا المسيح

نحن مكونون بالرغبة العارمة في رؤية الله، منذ طفولتنا وفي مراهقتنا وفي مرحلة بلوغنا نبحث ‏عن الله ودوره في حياتنا. نبحث عن أصلنا ومنشأنا، نبحث عن الخالق الذي دعانا إلى الوجود. ثم ‏نبحث عن شخص يرافقنا في حياتنا اليومية.‏

سرعان ما نكتشف أن وعينا وإدراكنا للكون ينحصر في بضع سنوات من عمر الكون كله. وكلما ‏تعمقنا في معرفة الله والكون كلما ازدادت الأسئلة لدينا. هكذا فيلبس وزميله، لقد عاشوا في عصر ‏شاعت فيه فترة الإنتظار لمخلص فينشل شعبه من الألم والحزن والقهر لقد توحش الإنسان مع ‏معاملته لإخوته البشر ونشر الوصايا التى تنظم علاقته مع قريبه بحسب التوراه. ولم يعد هناك مفر ‏إلا إنتظار مخلصًا آتيًا من لدن الآب ليحل هذه العلاقة الملغزة بينه وبين البشر.‏

لقد حاول الأنبياء تذكير الحكام والمحكومين بوصايا الله ولكن سريعًا ما كانت تتدهور الأمور إلى ما ‏كانت عليه، ويتجلى يسوع لنا ولغيرنا يوميًا من خلال المؤمنين به، الذين تجاوزوا إيمانهم ‏الموروث بإيمان شخص عميق ينعكس على قراراتهم ونوعية علاقاتهم مع الآخرين ومع أنفسهم، ‏يتميزون بروح الفرح والثقة بالنفس وإنكار الذات والتحدث بخشوع كما يكون تواضعهم تعبيرًا عن ‏دور المسيح في حياتهم وإرتباطاتهم النقية الشفافة التي تنضح سلامًا وإبتسامًا.‏

لقد وجدنا المسيح الذي تكلم عنه بولس الرسول وبطرس ويعقوب، إن الذين قبلوا المعمودية من ‏صغرهم باسم الآب والأبن والروح القدس لم يكونوا في محل إدراك معنى هذه الخبرة الثالوثية في ‏حياتهم لأنهم كانوا أطفالًا لم يتجاوزوا العام من عمرهم.‏

ومع تقدمهم ونموهم في السن يحاولون إستعادة لحظة معموديتهم، ولكن هذه المرة يستخدمون ‏عقولهم التي نضجت وقلوبهم التي كبرت ووجدانهم ليروا مدى تغلغل الروح القدس في ثنايا ‏قراراتهم اليومية. إن سؤال الحياة والموت لا يفارقنا ولذا فإننا نحتاج ليسوع لكى يدلنا على طريق ‏الحياة وتجنب السقوط في براثن الموت الروحي والجسدى. ‏‎”‎فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ ‏كَثِيرَةٍ!” (مت 10: 31)، ‏‎”‎وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا ‏فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.” (يو 10: 16)، ‏‎”‎كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ ‏أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.”… (يو 15: 9-15)، كل هذه الكلمات تقع على قلب المؤمن أو ‏الباحث عن يسوع موقعًا طيبًا وحسنًا لأنها تضيء الطريق أمام المؤمن وتعصم رجله من الزلل.‏

ها قد وجدنا المسيح.لقد أنار حديث المسيح إلى روحي وقلبي فشعرت براحة وسلام بعد أن ‏كنت فريسة للإضطراب والخوف وعدم الثقة في الذات والخلل الجسمي النفسي.‏

ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الإدراك والوعي بما يقوم به، هم أن تكون قراراته نابعة من ‏وعيه بذاته وبإمكانياته عكس الحيوان الذي يتحرك ويفعل بفضل غرائزه وإمتلاكه لبرنامج سابق ‏التجهيز وضعه الخالق في كيانه ووجوده.‏

أما الإنسان فيمتلك الحرية والقدرة على إدراك ماحدث وما سيحدث وما يحدث الآن معه، ‏فخطواته ليست مرسومة مسبقًا بل يختارها بعناية فائقة وغدراك مناسب، ولأن التلاميذ كانوا ‏ينتظرون ويبحثون عن المخلص ها هو يدعوهم هو أيضًا ليتبعوه.‏