stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وكان الرب مع يوسف – الأب وليم سيدهم

750views

وكان الرب مع يوسف

لم يكن يوسف الصديق الشخصية اليهودية الوحيدة التي خرجت من السجن إلى تبوء مرتبة رئيس وزراء ‏مصر في عهد رمسيس الثانى أو غيره على عرش مصر، لقد سبقه أبو الآباء ابراهيم حينما وقعت مجاعة ‏كبيرة في أرض كنعان، وكان ابراهيم قد أوعز إلى زوجته سارة ألا تصرح بأنها زوجته حتى لا يتتعرض ‏للخطر طمعًا في جمالها، ولحقه موسى النبي الذي ترعرع في قصر الفرعون وهو الذي تلقى رسالة واضحة ‏من الله كي يخرج اليهود من مصر بعد أن كثُر عددهم وأصبحوا أقلية مقلقة للفراعنة في مصر.‏

أمام هذه العلاقات الوثيقة التي ربطت الشعب اليهودي بمصر يمكننا أن نستنتج أن اليهود هم صنيعة مصر ‏الفرعونية، فمنذ ابراهيم إلى موسى مرورًا بيوسف الصديق وكل الأسباط الإثنى عشر الذين نزلوا جميعًا ‏ليشتروا قمحًا من مصر وحتى مجيء السيد المسيح هربًا من هيرودس مع مريم ويوسف يمكننا أن نرصد ‏هذه العلاقة الفريدة بين شعب الله وبين دور الفراعنة في استضافة وتكريم الشعب العبرانى وفي عصر ‏موسى حينما ترعرع اليهود في مصر وأصبحوا خطرًا يُهدد الدولة من الداخل، قام الفراعنة بالتضييق عليهم ‏وبالتالي تم تدخل الله لكى ينقذهم من بطش المصريين بهم.‏

ولا شك في أن تاريخ الشعب اليهودي ارتبط إرتباطًا وثيقًا بمصر لدرجة أننا لا نجد سفرًا من العهد القديم ‏والعهد الجديد يخلو من ذكر مصر مكانًا وأشخاصًا، والمدقق يرى أن الشعب اليهودى إرتبط بمصر في ‏نشأته كقوة عظمى، ولا شك أن وجود أرض الميعاد الملاصق للدولة المصرية جغرافيًا يُفسر هذه العلاقة ‏الجوهرية، كما يفسر البعد الجغرافي للممالك البابلية والأشورية القوة العظمى الثانية في ذلك العصر وعدم ‏تأثير بابل وآشور على الشعب العبراني إلا في عصر الجلاء البابلي حيث تأتي الخبرة الجوهرية الأخرى، ‏وهو استبعاد امبراطورية بابل للشعب اليهودي بعد دمار الهيكل على يد (نبوخذ نصر) وبروز التيار ‏المسيحانى خاصة في سفر اشعيا النبي، والدعوة لإعادة تقييم العلاقة مع الله خاصة والأنبياء يعبروا عن ‏السبي البابلي بصفته عقابًا من الله بسبب ترك الشعب اليهودي له واتباع الآلهة الغريبة. ‏